وفي هذه السنة يعني سنة خمس وتسعين ومائة ظهر بالشام السفياني علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية فدعا إلى نفسه وذلك في ذي الحجة منها وطرد عنها سليمان بن أبي جعفر بعد حصره إياه بدمشق وكان عامل محمد عليها فلم يفلت (1) منهم إلا بعد اليأس فوجه إليه محمد المخلوع الحسين (2) بن علي بن عيسى بن ماهان فلم ينفذ إليه ولكنه لما صار إلى الرقة أقام بها قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرني أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمد بن صالح بن بيهس الكلابي حدثني أبي عن أبيه عن جده قال كان بدو أمر محمد بن صالح بن بيهس بن زميل بن عمرو بن هبيرة بن زفر بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أن سليمان بن أبي جعفر ولي دمشق عقب فتنة وعصبية كانت بين قيس واليمن وكان علي بن عبد الله أبو (3) العميطر من ولد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وكان بنو أمية يرون (4) فيه الروايات ويذكرون أن فيه علامات السفياني وأن أموره لا تتم له إلا بكلب وأنهم أنصاره فمالوا إليهم وتوددوهم وأيقنوا أنه لا يتم لهم أمر مع محمد بن صالح وأن تمام أمر السفياني إنما هو بسباء نساء قيس وسفك (5) دمائهم فاندسوا إلى سليمان بن أبي جعفر فقالوا له إن هذا الفساد في عملك بسبب هذه الزواقيل (6) وإن رؤساءهم وصناديدهم ومن معهم من الضباب وهم عشيرة ابن بيهس تجنبهم واحتالوا له حتى أخذه فاحتبسه (7) فلما أشغلوه أحكموا أمرهم واجتمعوا على أبي العميطر فبايعوه وبعثوا إلى زواقيلهم فلم يشعر سليمان بن أبي جعفر وهو في قصر الحجاج خارج دمشق حتى أحاطت به
(٢٩)