تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٥٦٢
فإنه يريد أن ينفعك فيضرك وإياك ومصادقة الكذاب فإنه يقرب إليك البعيد ويبعد عليك القريب وإياك ومصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما يكون إليه وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (1) أنا سليمان بن أحمد الطبراني (2) نا القاسم بن عباد الخطابي البصري نا سعيد بن صبيح قال قال هشام بن الكلبي عن عوانة بن الحكم قال لما ضرب عبد الرحمن بن ملجم عليا وحمل إلى منزله أتاه العواد فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قال كل امرئ ملاق ما يفر منه في فراره والأجل مساق النفس والهرب من آفاته كم أطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى الله إلا إخفاءه هيهات علم مخزون أما وصيتي إياكم فالله عز وجل لا تشركوا به شيئا ومحمدا (صلى الله عليه وسلم) لا تضيعوا سنته أقيموا هذين العمودين وخلاكم ذم ما لم تشردوا حمل (3) كل امرئ مجهوده وخفف عن الجهلة برب رحيم ودين قويم وإمام عليم كنا (4) في رياح وذرى أغصان وتحت ظل غمامة اضمحل مركزها فمحطها (5) عاف جاوركم بدني أياما تباعا ثم هوى فستعقبون من بعده جثة خواء ساكنة بعد حركة كاظمة بعد نطوق إنه أوعظ للمعتبر (6) من نطق البليغ وداعيكم داع مرصد للتلاق غدا ترون أيامي ويكشف عن سرائري لن يحاشي (7) الله إلا أن أتزلفه بتقوى فيغفر عن فرط موعود عليكم السلام إلى يوم اللزام إن أبق فأنا ولي دمي وإن أفن فالفناء ميعادي العفو لي قربة ولكم حسنة فاعفوا عفا الله عنا وعنكم " ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم " (8) ثم قال (9)

(١) إعجامها مضطرب بالأصل.
(٢) رواه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ٩٦ رقم ١٦٧.
(٣) في المعجم الكبير: واحمل كل امرئ.
(٤) الأصل: كما والمثبت عن المعجم الكبير.
(٥) في المعجم الكبير: فيحطها عان جاوركم تدنى أياما تباعا.
(٦) في المعجم الكبير: أوعظ للمعتبرين.
(٧) كذا بالأصل والمطبوعة وفي المعجم الكبير: لن يحابيني.
(٨) سورة النور الآية: ٢٢.
(٩) الأبيات الثلاثة في المعجم الكبير ١ / 97 والأول والثاني في عيون الاخبار 2 / 304 ونسبهما للخليل بن أحمد العروضي.
(٥٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 ... » »»