تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٥٢٣
الخفاقي نا علي بن محمد بن حاتم القومسي نا أبو زكريا الرملي (1) نا يزيد بن هارون عن نوح بن قيس عن سلامة الكندي عن الأصبغ بن نباته عن علي بن أبي طالب قال جاء (2) رجل فقال يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة فرفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك فإن أنت قضيتها حمدت الله وشكرتك وإن أنت لم تقضها حمدت الله وعذرتك فقال علي اكتب حاجتك (3) على الأرض فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك فكتب إني محتاج فقال علي علي بحلة فأتي بها فأخذها الرجل فلبسها ثم أنشأ يقول * كسوتني حلة تبلى محاسنها * فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة * ولست تبغى (4) بما قد قلته بدلا إن الثناء ليحي ذكر صاحبه * كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا لا تزهد الدهر في زهو (5) تواقعه * فكل عبد سيجزى بالذي عملا * فقال علي علي بالدنانير فأتي بمائة دينار فدفعها إليه فقال الأصبغ فقلت يا أمير المؤمنين حلة ومائة دينار قال نعم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أنزلوا الناس منازلهم [* * * *] وهذه منزلة هذا الرجل عندي أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبدية أن أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان المصري اللكي (6) بالبصرة نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبو جعفر الأشجعي حدثني أبي إسحاق بن إبراهيم بن نبيط عن أبيه عن جده قال قال علي بن أبي طالب * (7) إذا اشتملت على اليأس (8) القلوب * وضاق بما به الصدر الرحيب وأوطنت المكاره واطمأنت * وأرست في أماكنها الخطوب ولم ير لانكشاف الضر وجه * (9) ولا أغنى بحيلته الأريب أتاك على قنوط منك غوث * يجئ (10) به القريب المستجيب

(١) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ١٠ من طريق ابن عساكر عن أبي زكريا الرملي.
(٢) كذا بالأصل والبداية والنهاية وفي المطبوعة: جاء.
(٣) الزيادة عن البداية والنهاية.
(٤) في البداية والنهاية: ولست أبغي.
(٥) في البداية والنهاية: في خير تواقعه.
(٦) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١١٣.
(٧) البداية والنهاية ٨ / ١٠ - ١١.
(٨) البداية والنهاية: الناس.
(٩) البداية والنهاية: ولم تر لانكشاف الضر وجها.
(١٠) البداية والنهاية: يمن.
(٥٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 ... » »»