لما نزلت هذه الآية " وأنذر عشريتك الأقربين " فضقت (1) بذلك ذرعا وعرفت أني متى أناديهم بهذا الامر أرى منهم ما أكره فصمت عليها حتى جاءني جبريل فقال يا محمد إنك إن لم تفعل ما تؤمر به سيعذبك ربك (2) فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة وأمل لنا عسا (3) من لبن واجمع لي بني عبد المطلب حتى أبلغهم فصنع لهم الطعام وحضروا فأكلوا وشبعوا وبقي الطعام قال ثم تكلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا بني عبد المطلب أي والله ما أعلم شابا (4) من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وإن ربي أمرني أن أدعوكم فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فأحجم القوم عنها جميعا وأني لأحدثهم سنا فقلت أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا / فقام القوم (يضحكون ويقولون " لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع قال وأنا محمد بن يوسف أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني أنا أبو الحسن أحمد بن يعقوب الجعفي نا علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين نا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي تحدثني إسماعيل بن الحكم الرافعي عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال قال أبو رافع عن أبيه قال قال أبو رافع جمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولد بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا وإن كان منهم لمن يأكل الجذعة ويشرب الفرق من اللبن فقال لهم يا بني عبد المطلب إن الله لم يبعث رسولا إلا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووارثا ووصيا ومنجزا لعداته وقاضيا لدينه فمن منكم يتابعني على أن يكون أخي ووزيري (5) ووصيي وينجز عداتي وقاضي ديني فقال إليه
(٤٩)