أسر معاوية إلى (1) الوليد بن عتبة حديثا فقال لأبيه يا أبت إن أمير المؤمنين أسر إلي حديثا وما أراه يطوي عنكم ما بسطه إلى غيرك قال فلا تحدثنا به فإنه من كتم شره كان الخيار له ومن أفشاه كان الخيار عليه قال قلت يا أبة وإن هذا ليدخل بين الرجل وبين أبيه قال لا والله يا بني ولكن أحب أن تذلل لسانك بأحاديث السر فأتيت معاوية فحدثته فقال يا وليد أعتقك أخي من رق الخطأ أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا عبد الله بن مسلم يعني ابن قتيبة نا عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب عن العتبي عن عمرو بن عتبة قال كان أبونا لا يرفع المواعظ عن أسماعنا إذا أراد سفرا فقال يا بني تلقوا النعم بحسن مجاورتها والتمسوا المزيد منها بالشكر عليها واعلموا أن النفوس أقبل شئ لما أعطيت فاحملوها على مطاياها إذا ركبتم لا تسبق وإن تقدمت نجا من هرب من النار وأدرك من سابق إلى الجنة فقال الأصاغر يا أبانا ما هذه المطية قال التوبة يا بني (2) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن محمد بن النقور وعبد الباقي بن محمد بن (3) غالب قالا أنا أبو طاهر المخلص نا عبيد الله بن عبد الرحمن نا زكريا بن يحيى المنقري نا الأصمعي نا هشام بن سعد مولى عتبة بن أبي سفيان قال قال لي عتبة يا سعد تعهد صغير مالي يكثر (4) ولا تخف كبيره (5) يصغر (6) فإنه ليس يمنعني كثير (7) ما في يدي عن إصلاح قليل مالي قرأت بخط رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عنه أنا عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الحميد نا عبد الله بن جعفر بن محمد نا إبراهيم بن حميد البصري حدثني سهل بن محمد بن عثمان نا العتبي حدثني أبي عن هشام بن صالح عن أبيه عن سعد قال أوصى عتبة عبد الصمد مؤدب ولده فقال ليكن أول إصلاحك بني إصلاح نفسك
(٢٧١)