العرب كفيتموه بأيدي غيركم وإن كان ملكا أو نبيا كنتم أسعد الناس به لأن ملكه ملككم وشرفه شرفكم فقالوا هيهات سحرك محمد يا أبا الوليد فقال هذا رأيي لكم فاصنعوا ما شئتم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أحمد بن أحمد أنا أبو طاهر المخلص أخبرنا رضوان بن أحمد إجازة نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق (1) حدثني يزيد بن زياد مولى بني هشام عن محمد بن كعب قال حدثت أن عتبة بن ربيعة وكان سيدا حليما قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالس وحده في المسجد يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلمه فأعرض عليه أمرا (2) لعله أن يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب فقام عتبة ورأوا أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يزيدون ويكثرون فقالوا بلى فقم يا أبا الوليد فكلمه فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة والمكان (3) وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت من مضى من آبائهم فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر (4) فيها لعلك أن تقبل منا بعضها فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قل يا أبا الوليد أسمع فقال يا ابن أخي إن كنت إنما تريد شرفا شرفناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه ولا تستطيع أن ترده عن (5) نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه أو لعل هذا الذي يأتي به شعرا جاش به صدرك فإنكم لعمري يا بني عبد المطلب تقدرون (6) منه على ما لا يقدر عليه أحد حتى إذا فرغ عنه ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يسمع منه قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفرغت يا أبا الوليد قال نعم قال فاسمع مني قال (7) أفعل (8)
(٢٤٦)