خرج أعشى همدان إلى الشام في ولاية مروان بن الحكم فلم ينل منها حظا فجاء إلى النعمان بن بشير وهو عامل على حمص فذكر معنى الحكاية التي أخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي انا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن عثمان وأبو منصور بن (1) عبد العزيز قالا انا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري أنبأ أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخواص نا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق نا عبد الله بن الربيع بن سعيد بن زرارة حدثني الهيثم بن عدي قال لما عزل النعمان بن بشير عن الكوفة وولاه معاوية حمص وفد عليه أعشى همدان فقال له ما أقدمك أبا المصبح قال جئتك لتصلني وتحفظ قرابتي وتقضي ديني قال فأطرق ثم رفع رأسه ثم قال والله ما من شئ ثم قال هيه كأنه ذكر شيئا فقام فصعد المنبر فقال يا أهل حمص وهم يومئذ في الديوان عشرون ألفا هذا ابن عم لكم من أهل العراق (2) والشرف قدم عليكم يسترفدكم (3) بما ترون فيه قالوا أصلح الله الأمير احتكم (4) له فأبى عنهم فقالوا له فإنا قد حكمنا له على أنفسنا من كل رجل في العطاء بدينارين دينارين نعجلها له من بيت المال فعجل له أربعين ألف دينار (5) فقبضها ثم أنشأ يقول (6) * لم أر للحاجات عند التماسها * كنعمان نعمان الندى ابن بشير (7) إذا قال أوفى بالمقال (8) ولم يكن * كمدل إلى الأقوام حبل غرور متى أكفر النعمان لا أك شاكرا (9) * وما خير من لا يقتدى بشكور * أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا انا أبو الحسين بن الآبنوسي انا أبو الحسن الدارقطني
(٤٨٠)