تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٤ - الصفحة ٢٩٨
وإذا نسبت ابن القريعة خلته * كالجحش بين حمارة وحمار لعن الإله من اليهود عصابة * بالجزع بين صليصل وصرار (1) خلوا المكارم لستم من أهلها * وخذوا مساحيكم بني النجار (2) إن الفوارس يعرفون ظهوركم * أولاد كل مقبح (3) أكار ذهبت قريش بالمكارم والعلى * واللؤم تحت عمائم الأنصار * فبلغ الشعر النعمان بن بشير فدخل على معاوية فحسر عن رأسه عمامته وقال يا أمير المؤمنين أترى لؤما قال بل أرى كرما وخيرا وما ذاك قال زعم الأخطل أن اللؤم تحت عمائمنا قال وفعل قال نعم قال فلك لسانه وكتب أن يؤتى به فلما أتي به قال للرسول أدخلني على يزيد فأدخله عليه فقال هذا الذي كنت أخاف قال فلا تخف شيئا ودخل على معاوية فقال على ما أرسل إلى هذا الرجل الذي يمدحنا ويرمي من وراء جمرنا قال هجا الأنصار قال ومن يعلم (4) ذلك قال النعمان بن بشير قال لا يقبل قوله وهو يدعي لنفسه ولكن تدعوه بالبينة فإن ثبت بينة (5) أخذت له فدعاه بها فلم يأت بشئ فخلاه (6) قال ابن (7) عبيدة ويروي أن عبد الرحمن بن حسان هجا قريشا فقال * أحياكم (8) عار على موتاكم * والميتون خزاية للعار * فأرسل يزيد إلى كعب بن جعيل فقال اهج الأنصار فقال إن لهم عندي يدا في الجاهلية فلا أخزيهم (9) بهجائهم ولكني أدلك على المغدف (10) القناع والمنقوص السماع القطامي فأمر القطامي فقال أنا امرؤ مسلم أخاف الله وأستحي المسلمين من هجاء الأنصار ولكني أدلك على من لا يخاف الله ولا يستحي من الناس قال من هو قال

(1) الأصل: " صرام " والصواب عن م والأغاني، وصليصل موضع بنواحي المدينة. وصرار بالكسر بئر على ثلاثة أميال من المدينة.
(2) المساحي جمع مسحاة، وهي لمجرفة من حديد (اللسان: سحا).
(3) اللفظة غير مقروءة بالأصل وم، والمثبت عن الأغاني. والاحراث.
(4) كذا بالأصل وم، وفي الأغاني: " زعم " وهو أشبه.
(5) كذا بالأصل وم، وفي الأغاني: ثبت شيئا.
(6) الأغاني: فخلى سبيله.
(7) كذا بالأصل وم، وفي المطبوعة: أبو عبيدة.
(8) في م: أحياؤكم.
(9) كذا بالأصل وم، وفي المختصر 14 / 233 والمطبوعة: أجزيهم.
(10) أغدق قناعه: أرسله على وجهه (اللسان).
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»
الفهرست