تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٤٥
فكبر ذلك على قريش وكان أول من اتبع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خديجة بنت خويلد زوجته ثم كان أول ذكر آمن به علي وهو يومئذ ابن عشر سنين ثم زيد بن حارثة ثم أبو بكر الصديق فلما أسلم أبو بكر وأظهر إسلامه ودعا إلى الله ورسوله فكان أبو بكر رجلا (1) مألفا لقومه محببا سهلا وكان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بما كان فيها من خير أو شر وكان رجلا تاجرا ذا خلق ومعروف وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته وحسن مجالسته فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه فأسلم على يديه فيما بلغني الزبير بن العوام وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد السليطي ثنا أبو حامد بن الشرقي نا أحمد بن حفص حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان عن الحجاج عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد حدثني محمد بن سعد (2) بن مالك أنه قال لأبيه سعدا كان أبو بكر الصديق أولكم إسلاما قال لا ولكن أسلم قبله أكثر من خمس ولكن كان خيرنا إسلاما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر ثنا أحمد بن عبد المنعم بن أحمد ثنا أبو الحسن العتيقي ثنا أبو الحسن الدارقطني نا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي (3) نا يزيد بن هارون ثنا أبو مالك الأشجعي نا سالم بن أبي الجعد أنه كان مع محمد بن علي بالشعب قال فقلت له يوما يا أبا عبد الله أكان أبو بكر أول القوم إسلاما قال لا فقلت بأي شئ علا وليس كان لا يذكر أحدا غيره قال لأنه كان خيرهم إسلاما يوم أسلم ثم لم يزل كذلك حتى قبضه الله على ذلك كتب إلي أبو القاسم بن بيان

(١) سقطت من الأصل وأضيفت عن سيرة ابن إسحاق.
(٢) بالأصل: " سعيد " خطأ والصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٣٠٠.
(٣) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل، والصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / 12.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»