تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٣١٦
قال الثالثة فقيل له مه يا أبا هريرة فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجه أسامة بن زيد في سبعمئة إلى الشام فلما نزل بذي خشب (1) قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) وارتدت العرب حول المدينة فاجتمع إليه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا يا أبا بكر رد هؤلاء توجه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة فقال والذي لا إله إلا هو لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما رددت جيشا وجهه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا حللت لواء عقده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوجه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم فلقوا الروم فهزموهم وقتلوا ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنا أبو الحسن الخلعي أنا أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا زكريا بن يحيى الساجي ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ثم أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن بن الفتح أنبأ سهل بن بشر قالا أنا محمد بن الحسين الطفال أنا محمد بن أحمد الذهلي نا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن الساجي نا أبو غزية محمد بن يحيى بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري حدثني عبد الوهاب بن موسى بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري حدثني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت خرج أبي شاهرا سيفه راكبا على راحلته إلى ذي القصة (2) فجاء علي بن أبي طالب يأخذ بزمام راحلته فقال إلى أين يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أقول لك ما قال لك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد أشهر (3) سيفك ولا تفجعنا بنفسك فوالله لئن أصبنا بك لا يكون للإسلام بعدك نظام أبدا فرجع وأمضى الجيش [6444]

(1) ذو خشب: خشب بضم أوله وثانيه واد على مسيرة ليلة من المدينة (ياقوت).
(2) ذو القصة: القصة بالفتح وتشديد الصاد، وذو القصة: موضع بينه وبين المدينة أربعة وعشرون ميلا (ياقوت).
(3) في م: " أشم " وفي مختصر ابن منظور 13 / 98 " أشمر ".
(4) في القاموس: شام سيفه يشيمه: غمده واستله، ضده، يريد هنا كما في رواية م: اشم سيفك أي أغمده.
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»