وينتهي الناس إلى قولهما ويقسمان المواريث بين أهلها من الدور والنخيل والأموال ويكتبان الوثائق للناس بغير جعل وأم طلحة فاطمة بنت مطيع بن الأسود (1) أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (2) نا محمد بن سعد قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة طلحة بن عبد الله بن عوف بن عبد عوف بن أخي عبد الرحمن بن عوف الزهري ويكنى أبا عبد الله وكان سخيا جوادا وقد روى عن أبي هريرة وابن عباس وأشباههم توفي بالمدينة سنة سبع وتسعين وهو ابن اثنتين (3) وسبعين سنة فيما أخبرني به الواقدي قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا محمد بن العباس أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (4) قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة طلحة بن عبد الله بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة وأمه فاطمة بنت مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب فولد بن عبد الله محمدا به كان يكنى وذكر غيره قال وكان سخيا جوادا قدم الفرزدق المدينة وقد مدحه ومدح غيره من قريش فبدأ به فأعطاه ألف دينار ثم أتى غيره فجعلوا (5) يسألون كم أعطاه طلحة فقيل ألف دينار فكانوا يكرهون أن يقصروا عن ذلك فيتعرضون للسان الفرزدق فجعلوا يتكلفون ما أعطاه طلحة فكان يقال أتعب طلحة الناس وكان طلحة إذا كان عنده مال فتح بأبيه وغشيه أصحابه والناس فأطعم وأجاز وحمل وإذا لم يكن عنده شئ أغلق بأبيه فلم يأته أحد فقال له بعض أهله ما في الدنيا شر من أصحابك يأتونك إذا كان عندك شئ وإذا لم يكن لم يأتوك فقال ما في الدنيا خير من هؤلاء لو أتونا عند العسرة أردنا أن نتكلف لهم فإذا أمسكوا حتى يأتينا شئ فهو معروف منهم وإحسان وكان طلحة قد
(٤٥)