عن أبيه عن سليمان بن سعد قال دخلت على عبد الملك حين أتته وفاة عبد العزيز بن مروان من مصر وكان مروان عهد لعبد العزيز بعد عبد الملك فعزيته عنه ثم قلت إنكم كنتم أردتم يعبد العزيز أمرا أراد الله غيره وقد رد الله ذلك إليك يا أمير المؤمنين لتعمل فيه بالحق أو لتحق قال فسكت عبد الملك فما رد إلي حرفا حتى إذا كان من الغد في مثل تلك الساعة حين استيقظ من القائلة وكان عند دنو الصلاة قال رد علي قولك بالأمس في عبد العزيز فرددته عليه قال من ترى قال ووجهه متغير وكأنه نظر فيما أظن أن سأسمي له من ذوي الفضل من قريش فقلت يا أمير المؤمنين الأمر أعظم من هذا من أن أنظر فيه أو أشير فقال ما أنت ببارح مكانك حتى تسمي من ترى فقلت أمير المؤمنين أعلم بولده قال فأسفر وجهه فقال إذا أخبرك عنهم الوليد أطوعهم لأمري وخيرهم إذا أغلق عليه بابه فقلت هذا مع السن يا أمير المؤمنين أما على ذلك فلا تقص (1) يا أمير المؤمنين عما بلغ رجل (2)، ولكن أرسل في هذا الأمر إلى كل جند من أجناد الشام رجلا من أصحابك وثقاتك واكتب معه إلى أمير الجند فسله فيمن يرى العهد وتعلم (3) صاحبك أن رأيك في الوليد وسليمان وتأمره أن يوجه إليك خمسين رجلا من جنده ووجوه (4) من أشرافهم حتى يطلبوا ذلك لهم منك ويشيروا به عليك قال عبد الله بن نعيم فحدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب (5) الأشعري قال كتب الرسول إلى سليمان بن عبد الملك بفلسطين بكتاب عبد الملك فإذا سليمان لما له من الفضل في عقله ومنطقه لا يريد أن يكتب إلى عبد الملك (6) به أخاه الوليد فكلمت رجاء بن حياة فقلت إن صاحبك هذا لا يريد أن يفسد على نفسه عند أمير المؤمنين في تركه ما يعرف من رأيه في تبديه الوليد لسنة وموقعه منه فكتب إليه سليمان يذكر أخاه ووضع عند الوفد ما أراد أبوه عبد الملك فيهما ولهما
(٣١٨)