والطير والوحش وفر الشيطان حتى أتى جزيرة في البحر في كل سبعة أيام قال فصبوا له خمرا فلما شرب سكر وأروه الخاتم فقال سمع (1) وطاعة فأتوا به سليمان بن داود فأوثقه وأمر به إلى جبل الدخان فما ترون من الدخان فذلك أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية نا يحيى بن محمد نا الحسين بن الحسن نا الفضل بن موسى نا حزم بن مهران قال سمعت الحسن يقول انطلق نبي الله سليمان إلى الحمام ليغتسل فوضع خاتمه ثم دخل فجاء الشيطان فأخذ الخاتم ثم انطلق به إلى نهر كثير الماء فرمى به فيه فخرج نبي الله من الحمام قال فلقد ذكر لي أنه لم يره أحد من الناس ولم يعرف أربعين ليلة وكان يأوي إلى امرأة مسكينة فانطلق ذات يوم فبينما هو قاعد على شاطئ نهر إذا (2) وجد سمكة فأتى بها المرأة فقال لها اصنعيها فشقتها فإذا هي بالخاتم في جوفها فأخذ الخاتم فجعله في يده فعند ذلك سأل ربه فقال " رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب " (3).
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين نا أحمد بن علي بن ثابت أنا محمد بن أحمد بن رزقويه نا أحمد بن سندي نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر أخبرني مقاتل وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله عز وجل " ثم أناب " يعني ثم استغفر " فقال رب اغفر لي " ما كان من أمر الصنم في داري " وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " لا يغلبني عليه أحد كما غلبني عليه صخر المارد " إنك أنت الوهاب " قال وأنا إسحاق أنا محمد بن إسحاق وابن سمعان عن من يخبرهما عن عروة بن الزبير قال لما دعا سليمان حين استخلف قال " هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي "