وصل مستهتر لعلته مستأثر لربه يأنس إلى البلاء كما يستوحش منه أهل الدنيا أمار بالحق بها بالصدق غضاب لله مسارع في رضاه مكادح بعمله مسرور لأمله مترقب لأجله المؤمن قد عرف قدر نفسه فشنا كبرها ومقت فخرها وأكرمها كل دله ونواها كل مهنة المؤمن ناصر للدين محام عن المؤمنين كهف للمسلمين لا يخرق الثناء سمعه ولا ينكأ الطمع قلبه ولا يصرف العبء حلمه ولا يتطلع الجهل علمه قوال عمال عالم حازم لا بفحاش ولا بطياش المؤمن ولا يقتفي أثرا ولا يحيف شرا رقيق بالحلف سارح في عون الضعيف عونه للملهوب لا يهتك سترا ولا يكشف سرا كثير البلوى قليل الشكوى إن رأى خيرا ذكره وإن عاين شرا ستره يستر العيب ويحفظ الغيب ويقبل العثرة ويغتفر الذلة لا يطلع على نصح فيذره ولا يرى جنح (1) حيف فيصله المؤمن أمين رصين نقي تقي زكي رضي يقبل العذر ويحمل الذكر ويحسن بالناس ظنه ويتهم على العيب نفسه يحب في الله بفقه وعلم ويقطع في الله بحزم وعزم خلطته فرحة ورؤيته حجة صفاه العلم من كل خلق نكد كما تصفي النار خبث الحديد المؤمن مذاكر للعالم معلم للجاهل لا يتوقع له غائلة كل سعي عنده أخلص من سعيه وكل نفس عنده أخلص من نفسه المؤمن عالم بعيبه مشغول بغمه ولا يفيق لغير ربه فريد وحيد لا يشتم لنفسه ولا توانى في سخط ربه مجالس لأهل الفقر مصادق مؤازر لأهل الحق المؤمن عون للغريب أب لليتيم بعل للأرملة خفي بأهل المسكنة مرجو لكل كربة (2) مأمول لكل شدة هشاش بشاش لا (3) ولا نجيب كظام بسام دقيق النظر عظيم الخطر لا يبخل وإن بخل عليه صبر المؤمن إن تفكر فعليه السكينة شكرا متواضع ورضى فلم يهتم وخلى الدنيا فنجا من الشر وطرح الحسد فظهرت له المحبة وترك الشهوات فصار حرا وانفرد فكفى وسلة نفسه عن كل فان فاستكمل العقل أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن قال سمعت أبا يعلى المهلبي يقول سمعت حفدة (4) عباس بن حمزة يعني محمد بن
(٤٢٠)