تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ١٦ - الصفحة ٢٧١
نبكي ما وصلت به الندامى * ولا تبكي (1) فوارس كالجبال أولئك إن بكيت (2) أشد فقدا * من الإذهاب والعكر (3) الجلال تمنى بعدهم قوم مداهم * فلم يدنوا لأسباب الكمال (4) أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر نا عمرو بن عبد الله بن عنبسة قال سمعت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان يقول لم يزل خالد بن الوليد مع أبي عبيدة حتى توفي أبو عبيدة واستخلف عياض بن غنم الفهري فلم يزل خالد معه حتى مات عياض بن غنم فاعتزل (5) خالد إلى ثغر حمص فكان فيه وحبس خيلا وسلاحا فلم يزل مقيما مرابطا بحمص حتى نزل به (6) فدخل عليه أبو الدرداء عائدا له فقال خالد بن الوليد إن خيلي هذه التي حبست في الثغر وسلاحي هو على ما جعلته عليه عدة في سبيل الله وقوة يغزى عليها ويعلف من مالي وداري بالمدينة صدقة حبس لا يباع ولا يورث وقد كنت أشهدت عليها عمر بن الخطاب ليالي قدم الجابية وهو كان أمرني بها ونعم العون هو على الإسلام والله يا أبا الدرداء ألئن مات عمر لترين (7) أمورا تنكرها (8) قال قال أبو الدرداء وأنا والله أرى ذاك قال خالد قد كنت وجدت عليه في نفسي في أمور لما تدبرتها في مرضي هذا وحضرني من الله حاضر عرفت أن عمر كان يريد الله بكل ما فعل كنت وجدت عليه في نفسي حيث بعث إلي من يقاسمني مالي حتى أخذ فرد نعل وأخذت فرد نعل فرأيته فعل ذلك بغيري من أهل السالفة (9) ومن شهد بدرا وكان

(1) ابن العديم: نبكي ما وصلت... ولا نبكي.
(2) الأصل: يكتب، والمثبت عن ابن العديم وم.
(3) العكر محركة: ما فوق خمسمئة من الإبل، أو الستون منها، أو ما بين الخمسين إلى المئة، وقد تسكن الكاف (القاموس).
(4) الخبر والشعر نقله ابن العديم 7 / 3163 - 3164.
(5) الذهبي في سير الاعلام: انعزل.
(6) كذا بالأصل وابن العديم والمختصر وسير الاعلام، ويريد نزل به المرض، أو مرض، وهذا ما يفهم من سياق العبارة.
(7) الأصل وم: " لترن " والمثبت عن المختصر.
(8) الأصل وم: ينكرها. والمثبت عن المختصر.
(9) المختصر: السابقة.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست