فيهم عمر بن عبد العزيز فسلم عليه أبي بالخلافة فرد عليه السلام فقال له عمر يا أبا حزام أين نحن من القوم فقال له أبي كل يعمل على شاكلته اشهد لرأيت عمر بن الخطاب في منزلك هذا مع جماعة من أصحابه وهو إذ ذاك خليفة فنزل فحط عن راحلته بيده ثم قيدها كرجل من أصحابه ثم حس ركاب القوم فوجد فيها راحلة مقصور لها من قيدها فأرخى لها عمر ثم اقبل وهو يتغيظ ويقول أيكم صاحب الراحلة فقال له رجل من القوم أنا يا أمير المؤمنين فقال له عمر بئس ما صنعت تبيت على فؤاده تضرب صدره حتى إذا حان رزقه جمعت بين عظمين من عظامه فهل كنت يا عمر بن عبد العزيز فاعل ذا فبكى عند ذلك عمر بن عبد العزيز بكاءا شديدا قال ونا جدي نا عبد الله بن مسلمة نا حزام بن هشام الخزاعي أن عمر بن عبد العزيز قدم قديدا فأرسل إلى أبي ببغلة فركب نحوه وذهبت معه حتى قدم على عمر بن عبد العزيز فسأله عمر أين ترانا من القوم قال كل يعمل على شاكلته قال على ذاك اخبرني قال هل كنت لو أنك خليفة تقبل تسير مع القوم على رواحلهم ليس امامك حرس ولا وراءك حتى يبلغوا منزلا فينزلوا به أما لصلاة واما لموضع طهور فتنيخ راحلتك كما ينيخها القوم وحال رحلك كما يحله القوم ومفترش إلى رحلك كما يفترش القوم ومقيد راحلتك كتقييد القوم ثم قال (1) لحاجته فإذا راحلة رجل من القوم قد جمع بين وظيفتها فخالس إليها فمر حتى قيدها ثم راجع إلى القوم يعرفون الغضب في وجهك ثم قال (2) يظل أحدكم على قلب دابته حتى إذا حان رزقها جمع بين عظمين من عظامها بئس والله ما تصنعون فأنا والله رأيت عمر بن الخطاب يصنع هذا أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنا يوسف بن رباح أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد نا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل مكة حزام بن هشام الكعبي أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا الحسن بن محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد قال في الطبقة الخامسة من أهل مكة حزام بن هشام الكعبي كان ينزل قديدا وروى عنه الواقدي وأبو النضر
(٣٦٢)