جعفر أنبأنا محمد بن جرير (1) حدثني أحمد بن زهير عن علي بن محمد قال قال عمرو بن مروان بن بشار (2) والوليد بن علي قالا لما بلغ يزيد يعني ابن الوليد أمر أهل حمص دعا عبد العزيز بن الحجاج فوجهه في ثلاثة آلاف وأمره أن يثبت على ثنية العقاب ودعا هشام بن مصاد فوجهه في ألف وخمس مائة وأمره أن يثبت على عقبة السلامية (3) وأمرهم أن يمد بعضهم بعضا قال قال عمرو بن مروان فحدثني يزيد بن مصاد قال كنت في عسكر سليمان يعني ابن هشام فلحقنا (4) أهل حمص وقد نزلوا السليمانية (5) فجعلوا الزيتون عن ايمانهم والجبل عن شمائلهم والجباب (6) خلفهم وليس عليهم (7) مأتي إلا من وجه واحد وقد نزلوا أول الليل فأراحوا دوابهم وخرجنا نسري (8) حتى دفعنا إليهم فلما متع (9) النهار واشتد الحرب ودوابنا (8) قد كلت وثقل علينا الحديد دنوت من مسرور بن الوليد فقلت له وسليمان يسمع كلامي أنشدك الله يا أبا سعيد أن يقدم الأمير جنده إلى القتال على هذه الحال فأقبل سليمان فقال يا غلام اصبر نفسك فوالله لا انزل حتى يقضي الله تعالى بيني وبينهم ما هو قاض فتقدم على ميمنته الطفيل بن حارثة الكلبي وعلى ميسرته الطفيل بن زرارة الجرشي (10) فحملوا عليه (11) حملة فانهزمت الميمنة والميسرة أكثر من غلوتين وسليمان في القلب لم يزل عن مكانه ثم حمل عليهم مرارا أصحاب سليمان حتى ردوهم إلى مواضعهم فلم يزالوا يحملون علينا ونحمل عليهم مرارا فقتل منهم مائتي رجل فيهم حرب بن
(٣١٤)