المقام حتى يروي ما يشتهر به حديثه وتظهر عندنا رواياته فلما كان في سنة سبع (1) وعشرين وأربعمائة وقع إلي خريطة أبي عبد الله بن بكير كان قد جمع فيه أحاديث مسندة لجماعة من الشعراء وكتبها بخطه فوجدت في جملتها بخط ابن بكير حدثني الحسين (2) بن علي بن طاهر أبو علي الصيرفي أخبرنا عبد الله بن موسى السلامي الشاعر بالحديث الذي ذكرته عن أبي العلاء عن السلامي بعينه بسياقه ولفظه وكان في الجزء الآخر حديث عن ابن (3) طاهر الصيرفي أيضا عن السلامي الشاعر مشافهة وإجازة أيضا عن السلامي ذكر ابن طاهر أن السلامي أخبرهم به مناولة فأوقفت على كتاب ابن بكير جماعة من شيوخنا وأصحابنا وشرحت هذه القصة لأبي القاسم التنوخي فاجتمع مع أبي العلاء وقال له أيها القاضي لا ترو (4) عن عبد الله بن موسى السلامي فإن هذا الشيخ حدث بنواحي بخارى ولم يرد بغداد فقال أبو العلاء ما رأيت هذا السلامي ولا أعرفه انتهى أخبرنا أبو الحسن (5) بن قبيس حدثنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (6) حبيب بن أوس أبو تمام الطائي الشاعر شامي الأصل كان بمصر في حداثته (7) يسقي الماء في المسجد الجامع ثم جالس الأدباء وأخذ عنهم وتعلم منهم وكان فطنا فهما وكان يحب الشعر فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر فأجاد وشاع ذكره وسار شعره حتى بلغ المعتصم (8) فحمله إليه وهو بسر من رأى فعمل أبو تمام فيه قصائد عدة وأجازه المعتصم وقدمه على شعراء وقته وزمانه وعصره وقدم إلى بغداد فجالس بها الأدباء وعاشر العلماء وكان موصوفا بالظرف وحسن الأخلاق وكرم النفس وقد روى عنه أحمد بن أبي طاهر وغيره أخبارا مسندة وهو حبيب بن
(١٨)