أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو محمد بن يوسف أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان نا إبراهيم بن الحارث البغدادي نا يحيى بن أبي بكير نا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال نزل ادم بالحجر الأسود من الجنة يمسح به دموعه ولم يرق دمع ادم حين خرج من الجنة حتى رجع إليها أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر أنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي أنا أبو الحسن علي بن عبد القادر بن بزيغ بن الحسن بن بزيغ الطرسوسي قراءة عليه نا أبو حفص عمر بن أحمد الصايغ نا أبو ذر قال قال قرأنا على أحمد بن سلمة الرازي حدثكم أبو عبد الله محمد بن عمر بن يزيد الرفاعي نا عبد الكريم بن هارون الجرجاني حدثني أبي هارون عن أبيه عن سليمان الأشج وكان صاحب كعب الأحبار قال إن ذا القرنين كان رجلا طوافا صالحا فلما وقف على جبل ادم الذي هبط عليه ونظر إلى موضع ادم هاله ذلك وفزع فوقف فقال له الخضر عليه السلام وكان صاحب لوائه الأكبر ما لك أيها الملك وقفت وفزعت فقال لي لا أقف ولا أفزع وهذا أثر الآدميين أرى موضع الكفين والقدمين وهذه القرحة وأرى هذه الأشجار حوله قائمة رأيت في طوافي أطول من هذه الأشجار يابسة يسيل منها ما احمر إن لها لشأنا فقال له الخضر عليه السلام وكان قد أعطي العلوم والفهم أيها الملك ألا ترى الورقة المعلقة من النخلة الكبيرة قال ذو القرنين بلى قال فهي تخبرك شأن هذا الموضع وكان الخضر يقرأ كل كتاب فقال أيها الملك أرى كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب ادم أبي البشر أوصيكم ذريتي وبناتي أن تحذروا عدوي وعدوكم إبليس الذي كان بلين كلامه وبجور أمنيته أنزلني من الفردوس إلى تربة الدنيا فألقيت على موضعي هذا لا يلتفت إلي مائتي سنة بخطيئة واحدة حتى رست في الأرض وهذا أثري وهذه الأشجار من دموع عيني فعلى هذه التربة أنزلت التوبة فتوبوا من قبل أن تندموا وبادروا من قبل أن يبادر بكم وقدموا من قبل أن يقدم بكم قال فنزل ذو القرنين فمسح موضع جلوس ادم فإذا هو ثمانين ومائة ميل موضع جلوسه فقط قال ثم أحصى الأشجار فإذا هي تسع مائة شجرة كلها كلها (1)
(٤١٨)