مصلاه بين القبر والمقصورة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القبر في ظهره فمر به إبراهيم بن هشام المخزومي وهو يومئذ أمير المدينة وكان رجلا مخوفا مقداما قال فلما رأى عامرا أعدل إليه فوقف ليسلم عليه أو قال (1) سلم فلم ينثن (2) إليه عامر ومضى في دعائه فانصرف مغضبا فجعل يقول لمن أتاه من أخوان عامر ونظرائه محمد بن المنكدر وصفوان بن سليم وأبو حازم وذويهم ألا تعجبون لعامر مررت عليه وليس في صلاته ولم ينثن إلي ولم يكلمني قال حتى خافوه عليه فأتوه فقالوا له يرحمك الله أميرك وتخشى ناحيته فلو أقبلت عليه ثم رجعت إلى ما كنت فيه قال وهو ساكت حتى إذا فرغوا قال هيه أيظن ابن (3) هشام أن يقبل علي وأنا مقبل على الله فأعرض عن الله عز وجل وأقبل عليه كلا والله أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا أبو الحسن رشأ المقرئ أنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا إبراهيم الحربي نا محمد بن الحارث أخبرني المدائني أخبرني رجل من قريش من أهل المدينة قال كنت أساير إبراهيم بن هشام بالمدينة وهو وال عليها فلقيه رجل فسلم عليه فرأيت وجه إبراهيم قد تغير فلما مضى الرجل سألته عن تغير وجهه فقال لي فطنت لذلك قلت نعم قال فإن له علي دينا وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) (إن لصاحب الحق مقالا) [* * * *] أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني علي بن صالح حدثني عامر بن صالح عن حسن بن زيد أنه قال يوما قاتل الله ابن هشام ما كان أجرأه على الله دخلت عليه مع أبي في هذه الدار يعني دار مروان وقد أمره هشام أن يفرض للناس فدخل عليه ابن لعبد الله بن جحش المجدع في الله فانتسب له وسأله الفريضة فلم يجبه بشئ ولو كان أحد يرفع إلى السماء كان ينبغي له أن يرفع ثم دخل عليه ابن أبي تجراة وهم أهل بيت من كندة وقعوا بمكة فقال ابن أبي تجراة صاحب عمك عمارة بن الوليد بن المغيرة في سفره الذي يقول فيه
(٢٦٣)