أو تغيرت وقال لأولئك الرهط الستة أيها القوم إنكم خيار قومي ورؤساؤهم وعظماؤهم وإن لم أزل منذ أسست أمر ملكي وأهل مملكتي وهممت بما هممت به فيهم أعدكم وأختاركم وأفتنكم وأنظر في أموركم فلم يزدد في ذلك رأيي إلا قوة وفضلا على من سواكم وقد دعاني إلى أن استعين بكم وأشاوركم وإني أسست أمر الملك والناس على سبع خصال وقد وليت كل واحد منكم خصلة من تلك الخصال نفسه بها مرتهنة عندي إن لم يحكمه أو يحكم أمر أهلها فانطلقوا فاقترعوا عليهن فما صار لكل رجل منكم في قرعته فهو واليها وولي أهلها وأنا له عليها وعلى أهلها عون ووزير إني أسست أمر الملك وطنت الناس على أنه لا يعبد إلا إلهي وعلى أنه لا سنة إلا سنتي وعلى أنه لا أحد أولى نفسه (1) وماله مني وعلى أنه لا أحد أخوف فيهم ولا طوع عندهم مني وعلى أنهم يد واحدة على عدوهم وعلى أنهم خولي وعبيدي أحكم فيهم برأيي ومحبتي وعلى أنه قد بلغني أنه يولد في هذا الزمان مولود فيكاثرني ويخلعني ويرغب عن ملتي ويغلبني ويقهرني فأنا سابقكم في هذه الخصلة وأنا وأنتم وجميع أهل مملكتي كنفس واحدة في طلبه وهلاكه ومحاربته فمن ظفر به فله على ما احتكم وما تمنى فانطلقوا فأقرعوا ثم أعلموني ماذا صار في قرعة كل رجل منكم لكي أعرفه باسمه وأعرف ما صار إليه فلما أقرعوا لطف الله بما أراد من كرامة خليله عليه الصلاة والسلام ولما أراد من فلجه وإظهاره فصار في قرعة أبيه الآلهة التي يعبدها الناس فلا يعبد أحد من الناس صنما لا الملك ولا غيره إلا صنما عليه طابع آزر أبي إبراهيم فأحكم ذلك وقوي عليه وصار أمينهم في أنفسهم على ذلك لا يعدلون به ولا يتهمونه ولا يرونه منه خلفا إن هو هلك وقال وكان ذلك لطفا من الله بخليله إبراهيم فلما حملت به أمه وكانت أمه تسمى أميلة (3) قالت لأبيه آزر لوددت أني قد وضعت ما في بطني فكان غلاما فحملته أنا وأنت حتى نضعه بين يدي الملك وهو
(١٦٨)