بالحق ما رأيت منه شيئا يريبني إلى يومي هذا قال أسامة فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أسيم قال الزهري وكان بذلك يدعوه يرخمه ناولني ذراعها قال أسامة فأخذت الذراع فناولته إياها فأكلها ثم قال يا أسيم ناولني الذراع فناولته إياها فأكلها ثم قال يا أسيم ناولني الذراع فقلت يا رسول الله إنك قلت ناولني الذراع فناولتكها ثم قلت ناولني الذراع فناولتك الذراع الآخر وإنما للشاة ذراعان فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو لم تراجعني وأهويت إليها ما زلت تجد فيها ذراعا ما قلت لك ثم قال يا أسيم اخرج فانظر هل ترى لي رجما من الأرض لمخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخرجت فمشيت حتى حسرت فلم أقطع الناس ولم أر شيئا أرى أنه يواري أحدا فرجعت إليه فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد ملأ الناس ما بين الصدين (1) وما رأيت من شئ يواري أحدا فقال أما رأيت شجرا ورجما قلت بلى قد رأيت إلى جانبهن رجما من حجارة قال فانطلق إلى النخلات فقل لهن يقول لكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تلففن بعضكن إلى بعض حتى تكن سترة لمخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخرجت حتى أتيت النخلات فقلت لهن الذي أمرني به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أسامة فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى قفزهن بعروقهن وترابهن حتى لصق بعضهن إلى بعض فكن كأنهن نخلة واحدة ثم أتيت الرجم فقلت للحجارة الذي أمرني به قال فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى تقافزهن (2) حجرا حجرا حتى لصق بالنخلات وعلا بعضهم بعضا حتى كن كأنهن جدار فرجعت إليه فأخبرته بذلك فقال خذ الإداوة ثم انصرفنا فقضى من حاجته ثم أقبل إلى الإداوة بيده فتلقيته فأخذتها منه ثم مضينا فلما دخل الخباء قال يا أسيم انطلق إلى الحجارة وإلى النخلات فقل لهن يأمركن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن تعدن إلى ما كنتن عليه وقل للحجارة يأمركن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن تعدن رجما كما كنتن فأتيت النخلات فقلت لهن الذي أمرني به فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر قفزهن وترابهن حتى عادت كل نخلة منها في موضعها قال ثم قلت للحجارة ذلك فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى قفزهن حجرا حجرا حتى أتين مكانهن الذي كن فيه رجما كما كن فانصرفت إليه فقلت يا رسول الله قد أتيت النخلات وقلت لهن الذي أمرتني به ففعلن ما أمرتهن به وقلت
(٣٧٢)