تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٢ - الصفحة ٤٠١
سقى الله ما تحوي دمشق وحياها * فما أطيب اللذات فيها وأهناها نزلنا بها فاستوقفتنا محاسن * يحن إليها كل قلب ويهواها لبسنا بها عيشا رقيقا رداؤه * ونلنا بها من صفوة اللهو أعلاها ولم يبق فيها للمسرات بقعة * يفرح فيها القلب إلا نزلناها وكم ليلة نادمت بدر تمامها * تقضت وما أبقت لنا غير ذكراها فآها على ذاك الزمان وطيبه * وقل له من بعده قولتي آها (1) فيا صاحبي إما حملت تحية (2) * إلى دار أحباب لنا (3) طاب مغناها وقل ذلك الوجد المبرح ثابت * وحرمة أيام الصبا ما أضعناها فإن كانت الأيام أنست عهودنا * فلسنا على طول المدى نتناساها سلام على تلك المحاسن إنها * محط صبابات النفوس ومثواها رعى الله أياما تقضت بقربها * فما كان أحلاها لدينا (4) وأمراها وهذا باب لو استقصيته لطال وأكسب قارئه الملال وفي ذكر هذا القدر ما يدل منها على جلالة القدر وقد جمع الأمير أبو الفضل إسماعيل بن الأمير أبي العساكر سلطان بن علي بن منقذ الكناني في قصيدة له طولها محاسن دمشق التي ذكرها غيره من الشعراء فأجملها فأتى بها مستقصاة وفصلها فشرفها بما قال فيها وجملها أنشدنا الأمير أبو الفضل (5) لنفسه:
يا زائرا يزجي القروم (6) البزلا (7) * دع قصد بغداد وخل الموصلا لا نزجها لسوى دمشق فإنه * سيطيل حزا من تعدى المفصلا بلد جلا صدأ الخواطر فانثنت * كالمرهفات البيض وافت صيقلا عوضته عن موطني فوجدته * أحلى وأعذب (8) في الفؤاد وأجملا

(1) في معجم البلدان " واها ".
(2) الأصل وخع، وفي ياقوت: رسالة.
(3) الأصل وخع وفي ياقوت: لها.
(4) الأصل وخع، وفي ياقوت: لديها.
(5) الزيادة عن خع.
(6) بالأصل وخع " القدوم " تحريف والصواب ما أثبت، والقروم جمع قرم وهو البعير.
(7) البزل جمع بازل وهي الناقة أو الجمل في تاسع سنية (القاموس).
(8) الأصل وخع، وفي المطبوعة: وأطيب.
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي: غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة، وذات السلاسل 3
2 باب غزاة النبي صلى الله عليه وسلم تبوك بنفسه وذكر مكاتبة ومراسلة منها الملوك 28
3 باب ذكر بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة قبل [الموت] وأمره إياه أن يشن الغارة على مؤتة ويبنى وآبل الزيت. 46
4 باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الامراء بالجنود الكثيفة إليه 61
5 باب ما روى من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين 91
6 باب ذكر ظفر جيش المسلمين المظفر وظهوره على الروم بأجنادين وفحل ومرج الصفر 98
7 باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح 109
8 باب ذكر تاريخ وقعة اليرموك ومن قتل بها من سوقة الروم والملوك 141
9 باب ذكر تاريخ قدوم عمر - رضي الله عنه - الجابية وما سن بها من السنن الماضية 167
10 باب ذكر ما اشترط صدر هذه الأمة عند افتتاح الشام على أهل الذمة 174
11 باب ذكر حكم الأرضين وما جاء فيه عن السلف الماضية 186
12 باب ذكر بعض ما ورد من الملاحم والفتن مما له تعلق بدمشق في غابر الزمن 210
13 باب ذكر بعض أخبار الدجال وما يكون عند خروجه من الأهوال 218
14 باب مختصر في ذكر يأجوج ومأجوج 232
15 باب ذكر شرف المسجد الجامع بدمشق وفضله وقول من قال أنه لا يوجد في الأقطار مثله 236
16 باب معرفة ما ذكر من الامر الشائع الزائغ من هدم الوليد بقية من هدم الوليد بقية من كنيسة مريحنا وإدخاله إياها في الجامع 249
17 باب ما ذكر في بناء المسجد الجامع واختيار بانيه وموضعه على سائر المواضع 257
18 باب كيفية ما رخم وزوق ومعرفة كمية المال الذي عليه أنفق 266
19 باب ذكر ما كان عمر بن عبد العزيز هم برقم رده على النصارى حين قاموا في طلبه 273
20 باب ذكر ما كان في الجامع من القناديل والآلات ومعرفة ما عمل فيه وفي البلد بأسره من الطلسمات 278
21 باب ما ورد في أمر السبع وكيف كان ابتداء الحضور فيه والجمع 282
22 باب ذكر معرفة مساجد البلد وحصرها بذكر التعريف لها والعدد 286
23 باب ذكر فضل المساجد المقصودة بالزيارة كالربوة ومقام إبراهيم وكهف جبريل والمغارة 323
24 باب في فضل مواضع بظاهر دمشق وأضاحيها وفضل جبال تضاف إليها ونواحيها 342
25 باب ذكر عدد الكنائس أهل الذمة التي صالحوا عليها من سلف من هذه الأمة 353
26 باب ذكر بعض الدور التي كانت داخل السور 359
27 باب ما جاء في ذكر الأنهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والأشجار 369
28 باب ما ورد عن الحكماء والعلماء في مدح دمشق بطيب الهواء وعذوبة الماء 390
29 باب ذكر تسمية أبوابها ونسبتها إلى أصحابها أو أربابها 407
30 باب ذكر فضل مقابر أهل دمشق وذكر من [بها من] الأنبياء وأولى السبق 410