تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٢ - الصفحة ٣٢٢
كتب إلى أبي موسى الأشعري وهو على البصرة يأمره أن يتخذ للجماعة مسجدا ويتخذ للقبائل مساجد (1) فإذا كان يوم الجمعة انضموا إلى مسجد الجماعة فشهدوا الجمعة وكتب إلى سعد بن أبي وقاص وهو على الكوفة بمثل ذلك (2) وكتب إلى عمرو بن العاص وهو على مصر بمثل ذلك وكتب إلى أمراء أجناد (3) الشام ألا يتبدوا إلى القرى ويتركوا المدائن وأن يتخذوا في كل مدينة مسجدا واحدا ولا يتخذوا للقبائل (4) مساجد كما اتخذ أهل الكوفة والبصرة وأهل مصر وكان الناس ممسكين (5) بأمر عمر وعهده وأنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب وأنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان أنبأنا أبو الميمون بن راشد أنبأنا يزيد يعني علي بن محمد بن عبد الصمد أنبأنا أبو مسهر أنبأنا أبو محمد بن عطاء عن أبيه قال لما قدم عمر الشام أمر أن لا يتخذ في المدينة مسجدان وإنما أراد عمر رضي الله تعالى عنه بذلك المسجد الأعظم الذي تقام فيه الجمعة وإنما فرق بين مدائن الشام وبين الكوفة والبصرة في الحكم لأن مدائن الشام ممصرة قبل الإسلام فلا تقام في مصر واحد أكثر من جمعة فأما الكوفة والبصرة (6) فكل منزل نزلته قبيلة واختطته فهو بمنزلة مصر مفرد ولم يرد بذلك (7) عمر النهي عن اتخاذ المساجد التي لا تقام فيها الجمعة فأما مصر فإنها وإن كانت قبل الإسلام فإن المسلمين لما افتتحوها تفرقت القبائل فيها واختطت بها خططا نسبت إليها فاشتبه حكمها بحكم البصرة والكوفة والله تعالى أعلم

(1) بالأصل: مساجدا.
(2) الزيادة عن خع.
(3) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.
(4) عن المطبوعة، وبالأصل " القبائل " وفي المختصر: " ولا يتخذ القبائل ".
(5) الأصل وخع، وفي المختصر: متمسكين.
(6) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة.
(7) بالأصل وخع: " ذلك " والصواب عن المختصر.
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي: غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة، وذات السلاسل 3
2 باب غزاة النبي صلى الله عليه وسلم تبوك بنفسه وذكر مكاتبة ومراسلة منها الملوك 28
3 باب ذكر بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة قبل [الموت] وأمره إياه أن يشن الغارة على مؤتة ويبنى وآبل الزيت. 46
4 باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الامراء بالجنود الكثيفة إليه 61
5 باب ما روى من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين 91
6 باب ذكر ظفر جيش المسلمين المظفر وظهوره على الروم بأجنادين وفحل ومرج الصفر 98
7 باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح 109
8 باب ذكر تاريخ وقعة اليرموك ومن قتل بها من سوقة الروم والملوك 141
9 باب ذكر تاريخ قدوم عمر - رضي الله عنه - الجابية وما سن بها من السنن الماضية 167
10 باب ذكر ما اشترط صدر هذه الأمة عند افتتاح الشام على أهل الذمة 174
11 باب ذكر حكم الأرضين وما جاء فيه عن السلف الماضية 186
12 باب ذكر بعض ما ورد من الملاحم والفتن مما له تعلق بدمشق في غابر الزمن 210
13 باب ذكر بعض أخبار الدجال وما يكون عند خروجه من الأهوال 218
14 باب مختصر في ذكر يأجوج ومأجوج 232
15 باب ذكر شرف المسجد الجامع بدمشق وفضله وقول من قال أنه لا يوجد في الأقطار مثله 236
16 باب معرفة ما ذكر من الامر الشائع الزائغ من هدم الوليد بقية من هدم الوليد بقية من كنيسة مريحنا وإدخاله إياها في الجامع 249
17 باب ما ذكر في بناء المسجد الجامع واختيار بانيه وموضعه على سائر المواضع 257
18 باب كيفية ما رخم وزوق ومعرفة كمية المال الذي عليه أنفق 266
19 باب ذكر ما كان عمر بن عبد العزيز هم برقم رده على النصارى حين قاموا في طلبه 273
20 باب ذكر ما كان في الجامع من القناديل والآلات ومعرفة ما عمل فيه وفي البلد بأسره من الطلسمات 278
21 باب ما ورد في أمر السبع وكيف كان ابتداء الحضور فيه والجمع 282
22 باب ذكر معرفة مساجد البلد وحصرها بذكر التعريف لها والعدد 286
23 باب ذكر فضل المساجد المقصودة بالزيارة كالربوة ومقام إبراهيم وكهف جبريل والمغارة 323
24 باب في فضل مواضع بظاهر دمشق وأضاحيها وفضل جبال تضاف إليها ونواحيها 342
25 باب ذكر عدد الكنائس أهل الذمة التي صالحوا عليها من سلف من هذه الأمة 353
26 باب ذكر بعض الدور التي كانت داخل السور 359
27 باب ما جاء في ذكر الأنهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والأشجار 369
28 باب ما ورد عن الحكماء والعلماء في مدح دمشق بطيب الهواء وعذوبة الماء 390
29 باب ذكر تسمية أبوابها ونسبتها إلى أصحابها أو أربابها 407
30 باب ذكر فضل مقابر أهل دمشق وذكر من [بها من] الأنبياء وأولى السبق 410