تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٢ - الصفحة ٢٩
مم أنفقته وما (1) طيب قال كم قال ما وعد الله ورسوله من الرزق والخير وجاء رجل من الأنصار يقال له أبو عقيل بصاع من تمر فتصدق وعمد المنافقون حين رأوا الصدقات فإذا كانت صدقة الرجل كثيرة تغامزوا به وقالوا مرائي وإذا تصدق الرجل بيسير من طاقته تمر قالوا هذا أحوج إلى ما جاء به فلما جاء أبو عقيل بصاعه من تمر قال بت ليلتي آجر بالخرير (2) على صاعين والله ما كان عندي من شئ غيره وهو يعتذر هو يستحي فأتيت بأحدهما وتركت الآخر لأهلي فقال المنافقون هذا أفقر إلى صاعه من غيره وهم في ذلك ينتظرون يصيبون من الصدقات غنيهم وفقيرهم فلما أزف خروج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكثروا الاستئذان وشكوا شدة الحر وخافوا زعموا الفتنة إن غزوا ويحلفون بالله على الكذب فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأذن لهم لا يدري ما في أنفسهم وبنى طائفة منهم مسجد النفاق يرصدون به الفاسق أبا عامر وهو عند هرقل قد لحق به وكنانة بن عبد يا ليل وعلقمة بن علاثة العامري وسورة براءة تنزل في ذلك إرسالا ونزلت فيها آية ليست فيها رخصة لقاعد فلما أنزل الله عز وجل " انفروا خفافا وثقالا " (3) اشتكى الضعيف الناصح لله ولرسوله والمريض والفقير إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقالوا هذا أمر لا رخصة فيه وفي المنافقين ذنوب مستورة لم تظهر حتى كان بعد ذلك وتخلف رجال غير مستيقنين (4) ولا ذوي علة ونزلت هذه السورة بالتبيان والتفصيل في شأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينظر هنا (5) بمن اتبعه حتى بلغ تبوك فبعث منها علقمة بن مجزز (6) المدلجي إلى فلسطين وبعث خالد بن الوليد إلى دومة الجندل فقال أسرع لعلك أن تجده خارجا يتقنص فتأخذه فوجده فأخذه وأرجف المنافقون في المدينة بكل خبر سوء فإذا بلغهم أن المسلمين أصابهم جهد وبلاء تباشروا به فرحوا وقالوا قد كنا نعلم ذلك ونحذر منه وإذا أخبروا

(1) في خع ومختصر ابن منظور: وأطيب.
(2) كذا بالأصل وخع، والصواب ما في مختصر ابن منظور: " بالجرير " وهو حبل يجعل للبعير بمنزلة العذار للدابة.
(3) سورة التوبة، الآية: 41.
(4) كذا بالأصول، وغير منقوطة في المطبوعة.
(5) عن خع، وفي المطبوعة: " فسار ".
(6) عن خع ومختصر ابن منظور 1 / 160 وبالأصل " محرز " وانظر الإصابة.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي: غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة، وذات السلاسل 3
2 باب غزاة النبي صلى الله عليه وسلم تبوك بنفسه وذكر مكاتبة ومراسلة منها الملوك 28
3 باب ذكر بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة قبل [الموت] وأمره إياه أن يشن الغارة على مؤتة ويبنى وآبل الزيت. 46
4 باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الامراء بالجنود الكثيفة إليه 61
5 باب ما روى من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين 91
6 باب ذكر ظفر جيش المسلمين المظفر وظهوره على الروم بأجنادين وفحل ومرج الصفر 98
7 باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح 109
8 باب ذكر تاريخ وقعة اليرموك ومن قتل بها من سوقة الروم والملوك 141
9 باب ذكر تاريخ قدوم عمر - رضي الله عنه - الجابية وما سن بها من السنن الماضية 167
10 باب ذكر ما اشترط صدر هذه الأمة عند افتتاح الشام على أهل الذمة 174
11 باب ذكر حكم الأرضين وما جاء فيه عن السلف الماضية 186
12 باب ذكر بعض ما ورد من الملاحم والفتن مما له تعلق بدمشق في غابر الزمن 210
13 باب ذكر بعض أخبار الدجال وما يكون عند خروجه من الأهوال 218
14 باب مختصر في ذكر يأجوج ومأجوج 232
15 باب ذكر شرف المسجد الجامع بدمشق وفضله وقول من قال أنه لا يوجد في الأقطار مثله 236
16 باب معرفة ما ذكر من الامر الشائع الزائغ من هدم الوليد بقية من هدم الوليد بقية من كنيسة مريحنا وإدخاله إياها في الجامع 249
17 باب ما ذكر في بناء المسجد الجامع واختيار بانيه وموضعه على سائر المواضع 257
18 باب كيفية ما رخم وزوق ومعرفة كمية المال الذي عليه أنفق 266
19 باب ذكر ما كان عمر بن عبد العزيز هم برقم رده على النصارى حين قاموا في طلبه 273
20 باب ذكر ما كان في الجامع من القناديل والآلات ومعرفة ما عمل فيه وفي البلد بأسره من الطلسمات 278
21 باب ما ورد في أمر السبع وكيف كان ابتداء الحضور فيه والجمع 282
22 باب ذكر معرفة مساجد البلد وحصرها بذكر التعريف لها والعدد 286
23 باب ذكر فضل المساجد المقصودة بالزيارة كالربوة ومقام إبراهيم وكهف جبريل والمغارة 323
24 باب في فضل مواضع بظاهر دمشق وأضاحيها وفضل جبال تضاف إليها ونواحيها 342
25 باب ذكر عدد الكنائس أهل الذمة التي صالحوا عليها من سلف من هذه الأمة 353
26 باب ذكر بعض الدور التي كانت داخل السور 359
27 باب ما جاء في ذكر الأنهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والأشجار 369
28 باب ما ورد عن الحكماء والعلماء في مدح دمشق بطيب الهواء وعذوبة الماء 390
29 باب ذكر تسمية أبوابها ونسبتها إلى أصحابها أو أربابها 407
30 باب ذكر فضل مقابر أهل دمشق وذكر من [بها من] الأنبياء وأولى السبق 410