تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٢ - الصفحة ٢٠٨
كثيرة كانت بأيدي أهلها يؤدون العشر ولا جزية عليها فلما (1) أفضى الأمر إلى أبي جعفر عبد الله بن محمد أمير المؤمنين رفعت إليه تلك الأشرية وإنها تؤدي العشر ولا جزية عليها وإن ذلك أضر بالخراج وكسره فأراد ردها إلى أهلها قيل له قد وقعت في المواريث والمهور واختلط أمرها بعث المعدلين إلى كور الشام سنة أربعين أو إحدى وأربعين منهم عبد الله بن يزيد إلى حمص وإسماعيل بن عياش إلى بعلبك في أشياء لهم فعدلوا تلك الأشرية على من هي بيده شري أو ميراث أو مهر فعدلوا ما بقي بيد (2) الأنباط من بقية الأرض على تعديل مسمى ولم تعدل الغوطة في تلك السنة وكان من كان بيده شئ من تلك الأشرية (3) من أهل الغوطة يؤدي العشر حتى بعث أمير المؤمنين عبد الله بن محمد هضاب بن طوق ومحرز بن رزيق فعدلوا الأشرية وأمرهم أن لا يضعوا على شئ من القطائع القديمة ولا الأشرية خراجا وأن يمضوها لأهلها عشرية ويضعوا الخراج على ما بقي منها بأيدي الأنباط قال ونا ابن عايذ نا الوليد بن مسلم حدثني سليمان بن عتبة أن أمير المؤمنين عبد الله بن محمد سأله في مقدمه الشام سنة ثلاث أو أربع وخمسين ومائة عن سبب الأرضين التي بأيدي أبناء الصحابة ويذكرون أنها قطائع لآبائهم قديمة فقلت يا أمير المؤمنين إن الله تبارك وتعالى (4) لما أظهر المسلمين على بلاد الشام وصالحوا أهل دمشق وأهل حمص كرهوا أن يدخلوها دون أن يتم ظهورهم وإثخانهم في عدو الله عسكروا في مرج بردا ما بين المزة وبين مرج شعبان جنبتي (5) بردى وكانت مروجا مباحة فيما بين أهل دمشق وقراها ليست لأحد منهم فأقاموا بها حتى أوطأ الله المشركين ذلا وقهرا وأحيا كل قوم محلتهم وهيأوا (6) فيها بناء فرفع ذلك

(1) زيادة عن مختصر ابن منظور.
(2) كذا بالأصل، وعلى هامشه: " بأيدي " ومثله في المختصر.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر.
(4) الزيادة عن خع.
(5) بالأصل " خشي " وفي خع " خسي " وفي المختصر: جنبي " والمثبت عن المطبوعة.
(6) زيادة عن خع ومختصر ابن منظور.
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي: غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة، وذات السلاسل 3
2 باب غزاة النبي صلى الله عليه وسلم تبوك بنفسه وذكر مكاتبة ومراسلة منها الملوك 28
3 باب ذكر بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة قبل [الموت] وأمره إياه أن يشن الغارة على مؤتة ويبنى وآبل الزيت. 46
4 باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الامراء بالجنود الكثيفة إليه 61
5 باب ما روى من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين 91
6 باب ذكر ظفر جيش المسلمين المظفر وظهوره على الروم بأجنادين وفحل ومرج الصفر 98
7 باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح 109
8 باب ذكر تاريخ وقعة اليرموك ومن قتل بها من سوقة الروم والملوك 141
9 باب ذكر تاريخ قدوم عمر - رضي الله عنه - الجابية وما سن بها من السنن الماضية 167
10 باب ذكر ما اشترط صدر هذه الأمة عند افتتاح الشام على أهل الذمة 174
11 باب ذكر حكم الأرضين وما جاء فيه عن السلف الماضية 186
12 باب ذكر بعض ما ورد من الملاحم والفتن مما له تعلق بدمشق في غابر الزمن 210
13 باب ذكر بعض أخبار الدجال وما يكون عند خروجه من الأهوال 218
14 باب مختصر في ذكر يأجوج ومأجوج 232
15 باب ذكر شرف المسجد الجامع بدمشق وفضله وقول من قال أنه لا يوجد في الأقطار مثله 236
16 باب معرفة ما ذكر من الامر الشائع الزائغ من هدم الوليد بقية من هدم الوليد بقية من كنيسة مريحنا وإدخاله إياها في الجامع 249
17 باب ما ذكر في بناء المسجد الجامع واختيار بانيه وموضعه على سائر المواضع 257
18 باب كيفية ما رخم وزوق ومعرفة كمية المال الذي عليه أنفق 266
19 باب ذكر ما كان عمر بن عبد العزيز هم برقم رده على النصارى حين قاموا في طلبه 273
20 باب ذكر ما كان في الجامع من القناديل والآلات ومعرفة ما عمل فيه وفي البلد بأسره من الطلسمات 278
21 باب ما ورد في أمر السبع وكيف كان ابتداء الحضور فيه والجمع 282
22 باب ذكر معرفة مساجد البلد وحصرها بذكر التعريف لها والعدد 286
23 باب ذكر فضل المساجد المقصودة بالزيارة كالربوة ومقام إبراهيم وكهف جبريل والمغارة 323
24 باب في فضل مواضع بظاهر دمشق وأضاحيها وفضل جبال تضاف إليها ونواحيها 342
25 باب ذكر عدد الكنائس أهل الذمة التي صالحوا عليها من سلف من هذه الأمة 353
26 باب ذكر بعض الدور التي كانت داخل السور 359
27 باب ما جاء في ذكر الأنهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والأشجار 369
28 باب ما ورد عن الحكماء والعلماء في مدح دمشق بطيب الهواء وعذوبة الماء 390
29 باب ذكر تسمية أبوابها ونسبتها إلى أصحابها أو أربابها 407
30 باب ذكر فضل مقابر أهل دمشق وذكر من [بها من] الأنبياء وأولى السبق 410