من العدد والسلاح والكراع (1) والديباج والحرير والذهب فبرق بصري فقال لي ثابت بن أقرم يا أبا هريرة مالك كأنك ترى جموعا كثيرة قلت نعم قال لم تشهدنا ببدر إنا لم ننصر بالكثرة قال (2) وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال وحدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر زاد أحدهما على صاحبه في الحديث قالا لما التقى الناس بمؤتة جلس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على المنبر وكشف له ما بينه وبين الشام فهو ينظر إلى معتركهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخذ الراية زيد بن حارثة فجاءه الشيطان فحبب إليه الحياة وكره إليه الموت وحبب إليه الدنيا فقال الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تحبب إلي الدنيا فمضى قدما حتى استشهد فصلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال استغفروا له وقد دخل الجنة وهو يسعى ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فجاءه الشيطان فمناه الحياة وكره إليه الموت ومناه الدنيا فقال الآن حين استحكم الإيمان قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا ثم مضى قدما حتى استشهد فصلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودعا له ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استغفروا لأخيكم فإنه شهيد دخل الجنة فهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث شاء من الجنة ثم أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة فاستشهد ثم دخل الجنة معترضا فشق ذلك على الأنصار قيل يا رسول الله ما اعتراضه قال لما أصابته الجراح نكل فعاتب نفسه فشجع فاستشهد فدخل الجنة [417] فسري عن قومه قال ونا الواقدي (3) حدثني محمد بن صالح عن رجل من العرب عن أبيه قال لما قتل ابن رواحة انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط في كل وجه ثم إن المسلمين تراجعوا فأقبل رجل من الأنصار يقال له ثابت بن أقرم فأخذ اللواء وجعل يصيح بالأنصار فجعل الناس يثوبون إليه من كل وجه وهم قليل وهو يقول إلي أيها الناس فاجتمعوا إليه قال فنظر ثابت إلى خالد بن الوليد فقال خذا اللواء يا أبا سليمان فقال لا آخذه أنت أحق به أنت رجل لك سن وقد شهدت بدرا قال ثابت
(١٤)