تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٢ - الصفحة ١١٣
دمشق فنزلوا عليها في رجب سنة ثلاث عشرة وتوفي أبو بكر رضي الله عنه بعد ذلك وولي عمر بن الخطاب فعلى يديه فتحت دمشق في سنة أربع عشرة قال فسمعت أشياخنا يقولون إن عمر بن الخطاب ولي سنة ثلاث عشرة فأقام عمر عمود رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسنته فكان أول ما ابتدأ به إقامة فريضة الجهاد والائتمام (1) برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر بأثرة أهله بكل ما قدر عليه (2) من تقويتهم بالأموال التي صرفها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر فيها مع إعماله رأيه ونظره وتدبيره إياه ما حضر منه أو غاب قالوا ففتح الله به وعلى يديه الفتوح العظيمة من دمشق سنة أربع عشرة واليرموك سنة خمس عشرة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأ أبو محمد الكتاني أنبأ أبو القاسم الرازي أنا أبو جعفر عبد الله بن محمد بن هشام الكندي نا أبو زرعة الدمشقي حدثني الحكم بن نافع نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن أبا بكر جهز بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) جيوشا على بعضها شرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق وقد فتح الله عليه القادسية (3) وجلولاء (4) فكتب له أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمد إخوانك بالشام والعجل العجل قال فنزل خالد على شرحبيل ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأمراء الأربعة وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأ أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة حدثني أبو اليمان حدثني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن يزيد بن أبي سفيان ومن معه كتبوا إلى أبي (5) بكر يخبرونه بجموع الروم لهم ويستمدونه (6) فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق وقال غيره بناحية عين التمر وقد فتح الله عليه القادسية وجلولاء

(1) بالأصل وخع: " والانتمام " والمثبت عن المطبوعة.
(2) عن خع وبالأصل " قدم ".
(3) بلدة كان بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا (ياقوت).
(4) جلولاء: بالمد طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان بينها وبين خانقين سبعة فراسخ (معجم البلدان).
(5) زيادة عن خع.
(6) بالأصل وخع " واستمدونه ".
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام وبعوثه الأوائل وهي: غزوة دومة الجندل وذات أطلاح وغزوة مؤتة، وذات السلاسل 3
2 باب غزاة النبي صلى الله عليه وسلم تبوك بنفسه وذكر مكاتبة ومراسلة منها الملوك 28
3 باب ذكر بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة قبل [الموت] وأمره إياه أن يشن الغارة على مؤتة ويبنى وآبل الزيت. 46
4 باب ذكر اهتمام أبي بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه ومعرفة إنفاذه الامراء بالجنود الكثيفة إليه 61
5 باب ما روى من توقع المشركين لظهور دولة المسلمين 91
6 باب ذكر ظفر جيش المسلمين المظفر وظهوره على الروم بأجنادين وفحل ومرج الصفر 98
7 باب كيف كان أمر دمشق في الفتح وما أمضاه المسلمون لأهلها من الصلح 109
8 باب ذكر تاريخ وقعة اليرموك ومن قتل بها من سوقة الروم والملوك 141
9 باب ذكر تاريخ قدوم عمر - رضي الله عنه - الجابية وما سن بها من السنن الماضية 167
10 باب ذكر ما اشترط صدر هذه الأمة عند افتتاح الشام على أهل الذمة 174
11 باب ذكر حكم الأرضين وما جاء فيه عن السلف الماضية 186
12 باب ذكر بعض ما ورد من الملاحم والفتن مما له تعلق بدمشق في غابر الزمن 210
13 باب ذكر بعض أخبار الدجال وما يكون عند خروجه من الأهوال 218
14 باب مختصر في ذكر يأجوج ومأجوج 232
15 باب ذكر شرف المسجد الجامع بدمشق وفضله وقول من قال أنه لا يوجد في الأقطار مثله 236
16 باب معرفة ما ذكر من الامر الشائع الزائغ من هدم الوليد بقية من هدم الوليد بقية من كنيسة مريحنا وإدخاله إياها في الجامع 249
17 باب ما ذكر في بناء المسجد الجامع واختيار بانيه وموضعه على سائر المواضع 257
18 باب كيفية ما رخم وزوق ومعرفة كمية المال الذي عليه أنفق 266
19 باب ذكر ما كان عمر بن عبد العزيز هم برقم رده على النصارى حين قاموا في طلبه 273
20 باب ذكر ما كان في الجامع من القناديل والآلات ومعرفة ما عمل فيه وفي البلد بأسره من الطلسمات 278
21 باب ما ورد في أمر السبع وكيف كان ابتداء الحضور فيه والجمع 282
22 باب ذكر معرفة مساجد البلد وحصرها بذكر التعريف لها والعدد 286
23 باب ذكر فضل المساجد المقصودة بالزيارة كالربوة ومقام إبراهيم وكهف جبريل والمغارة 323
24 باب في فضل مواضع بظاهر دمشق وأضاحيها وفضل جبال تضاف إليها ونواحيها 342
25 باب ذكر عدد الكنائس أهل الذمة التي صالحوا عليها من سلف من هذه الأمة 353
26 باب ذكر بعض الدور التي كانت داخل السور 359
27 باب ما جاء في ذكر الأنهار المحتفرة للشرب وسقي الزرع والأشجار 369
28 باب ما ورد عن الحكماء والعلماء في مدح دمشق بطيب الهواء وعذوبة الماء 390
29 باب ذكر تسمية أبوابها ونسبتها إلى أصحابها أو أربابها 407
30 باب ذكر فضل مقابر أهل دمشق وذكر من [بها من] الأنبياء وأولى السبق 410