إكمال الكمال - ابن ماكولا - ج ٤ - الصفحة ٤٠٥
له صحبة ورواية، وروى مسعر عن النضير بن قيس عن يوسف قال سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسف * 1 وأبو علي محمد بن عبد الوهاب ابن سلام الجبائي المعتزلي، روى أحاديث * 2 ومحمد بن سلام بن الفرج أبو عبد الله السلمي مولاهم البيكندي الكبير، سمع أبا الأحوص سلام ابن سليم ومالك بن أنس ومخلد بن يزيد الحراني وعبد الوهاب الثقفي ومحمد بن الحسن الشيباني ومحمد بن سلمة الحراني وإسماعيل بن جعفر وابن عيينة وابن المبارك ومحمد بن فضيل ووكيعا وأبا معاوية، وكان ثقة، حدث عنه ابنه إبراهيم والبخاري وسهل بن المتوكل وعبيد الله ابن واصل وعبيد الله بن شريح وغيرهم 3 * وابنه أبو عبد الرحمن عبد الله

(١) في التبصير (وأخوه محمد بن عبد الله بن سلام ذكر في الصحابة. وابنه حمزة ابن يوسف روى عن أبيه. وحفيده محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام روى عنه الوليد بن مسلم وغيره).
(٢) في التوضيح (وابنه أبو هاشم عبد السلام).
(٣) جرى خلاف في والد محمد بن سلام هذا أشار إليه المشتبه بقوله (ما ذكر فيه الخطيب ولا ابن ماكولا سوى التخفيف، وقال [ابن قرقول] صاحب المطالع [تبعا للقاضي عياض في المشارق] ثقله الأكثر - كذا قال، ولم يتابع، وقد ذكره غنجار في تاريخ بخارا وإليه المفزع والمرجع بالتخفيف، بلى المثقل محمد بن سلام بن السكن البيكندي الصغير عن الحسن بن سوار البغوي، وعنه عبيد الله بن واصل وهو من أقرانه) قال المعلمي ثقله ابن أبي حاتم في كتابه فإنه قال (باب تسمية من روى عنه العلم بمن يسمى محمد بن سلام) فذكر هذا الرجل وذكر بعده ثلاثة والثلاثة بالتشديد اتفاقا، وثله أبو على الغساني في تقييد المهمل، والتثقيل قضية صنيع عبد الغني فإنه قال في المؤتلف ص ٦٦ باب سلام وسلام - فسلام مشددة اللام كثير وسلام مخفف عبد الله بن سلام صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومحمد بن عبد الوهاب بن سلام أبو على الجباني المصنف على مذهب المعتزلة، قد روى أحاديث، ذكرناه ليعرف كما ذكرنا غيره) هذا لفظ الباب برمته. وقال الدارقطني كما نقله صاحب التوضيح في رسالته الآتي ذكرها (باب سلام - خفيف - وسلام - مشدد. أما سلام فهو عبد الله ابن سلام، كان من أحبار يهود وله صحبة رضى الله تعالى عنه. وابنه يوسف ابن عبد الله - وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وأما سلام مشدد فكثيرون، وكذلك أبو سلام وابن سلام) فاقتضى صنيعه أن من لم يذكره فهو بالتشديد فشمل ذلك هذا البيكندي شيخ البخاري، وقد رجح المزي التثقيل ورجح النووي والعراقي وابن حجر التخفيف، وفى فتح الباري ١ / 67 (هو بتخفيف اللام على الصحيح وقال صاحب المطالع هو بتشديدها عند الأكثر وقضية النووي بأن أكثر العلماء على أنه بالتخفيف... وقد صنف المنذري جزءا في ترجيح التشديد لكن المعتمد خلافه) ولصاحب التوضيح رسالة سماها (رفع الملام عمن خفف والد شيخ البخاري محمد بن سلام) بمكتبة الحرم المكي نسخة منها بخط تلميذه ابن فهد وعلى أولها وآخرها خط المؤلف ذكر فيها أنه وقف على رسالة للشريف أبي على محمد بن أسعد بن علي الحسيني الجواني سماها (مختصر من الكلام في الفرق بين من اسم أبيه سلام وسلام) جزم فيه بأن والد شيخ البخاري مشدد حتما وخطأ من خففه. وذكر صاحب رفع الملام ما احتج به الجواني مما قدمته وزاد على ذلك أنه ثبت بخط أبي ذر الهروي رواية صحيح البخاري في تاريخ البخاري بالتشديد. وأن صنيع التاريخ يقضى ذلك فإنما فيه في المحمدين فيمن أول اسم أبيه سين (محمد بن سلام بن عبد الله بن زياد...) وعقبه (محمد بن سلام الخزاعي...) وسلام في كل منهما مشدد اتفاقا، وقال عقبهما (محمد بن سلام أبو عبد الله مولى بنى سليم...) وهو صاحبنا فدل ذلك على أنه بالتشديد كسابقيه، وبأن الكلاباذي ذكر هذا الرجل في رجال البخاري، ولم يروه عنه أحد إلا مشددا. وأجاب في رفع الملام عن هذا كله وعارضه وسأقدم المعارضة ثم أحرر الأجوبة بزيادة وتحقيق إن شاء الله. في رفع الملام (قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل البخاري غنجار في تاريخ بخرا (بلد شيخ البخاري المذكور): سمعت خلف بن محمد يقول سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن عمر الأديب يقول سمعت سهل بن المتوكل يقول سمعت محمد بن سلام يقول: أنا محمد بن سلام - بالتخفيف - وليس محمد بن سلام.
وحدث به أبو بكر الخطيب في كتابه تلخيص المتشابه وقال أخبرنا أبو الوليد البلخي قال أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البخاري - فذكره، ثم قال الخطيب: قال أبو الوليد وكذلك ذكر لي بعض ولد محمد بن سلام) وقال قبل ذلك (فقال أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجزي الحافظ (وهو أكبر من الخطيب):
حكى لنا أبو سعد الماليني (وهو من أقران غنجار ماتا معا سنة 412) باسناد له عن بعض علماء ما وراء النهر أنه ابن سلام بالتخفيف. وجزم أبو نصر السجزي بصوابه في كتابه الذي ألفه في تلخيص المتشابه،...، وروى على بن الحسين ابن عاصم بن الحارث البيكندي عن محمد بن سلام البيكندي وقال: ابن سلام - بالتخفيف) قال المعلمي اقتصار غنجار بلدي ابن سلام هذا في تاريخ بلده على التخفيف وروايته بالسند المذكور وإقراره وعدم ذكر ما يخالفه حجة قوية يؤكدها ما ذكره أبو الوليد البخلي عن بعض ولد هذا الرجل وما ذكره الماليني، وتثبيت الخطيب والأمير لذلك بدون ذكر خلافه، فلننظر الآن فيما احتج به من شدده أما أنه وجد بخط أبي ذر في التاريخ مشددا فلم يثبته صاحب رفع الملام ولم ينكره. ويظهر لي إنكاره أو حمه على السهو فان اسم هذا الرجل (محمد بن سلام) ثابت في صحيح البخاري في أوائل كتاب الايمان وغيره والصحيح يروى عن أبي ذر من عدة طرق كلها بالتخفيف والنسخة اليونينية التي عنيت باختلاف النسخ لم تذكر خلافا عن نسخة من النسخ إلا أنها ذكرت عن نسخة الأصيلي الوجهين التخفيف والتشديد، ورواية الأصيلي هي عن أبي زيد المروزي عن الفربري فدل ذلك على أن الروايات عن أبي ذر كلها بالتخفيف فأما الأصيلي فقد يكون نقل الوجهين عن نسخته نفسها أو عن بعض النسخ المأخوذة عنها ومن الجائز أن يكون التخفيف سماعا والتشديد استنباطا بفهمه من صنيع البخاري في التاريخ مثلا. وأما صنيع البخاري في التاريخ فلعمري أنه ليتبادر إلى الذهن دلالته على التشديد لكن من أمعن النظر في التاريخ اتضح له أنه لا دلالة في ذلك البتة. فالبخاري في التاريخ تارة يسوق الأسماء في الباب بلا تقييد وتارة يرتب الباب كالمحمدين مثلا على حروف الهجاء في أوائل أسماء الآباء، ويراعى غالبا الموالاة بين من تتفق أسماء آبائهم فإذا فرغ منهم ذكر غيرهم ممن أول اسم أبيه على ذلك الحرف ففي المحمدين قال باب الألف وذكر (محمد بن أسامة) ترجمتين ثم (محمد بن إياس) ترجمتين، ثم (محمد بن أشعث) ترجمة واحدة، ثم (محمد بن إبراهيم) عدة تراجم وهلم جرا، وكثيرا ما يراعى الموالاة بين من تتقارب اسما أبويهما، كقوله 1 / 357 (إسماعيل بن سلمان) ثم ذكر عقبه (إسماعيل بن سليمان) وكما في 1 / 280 (إبراهيم بن حنان) ثم ذكر عقبه (إبراهيم بن حيان) نبه على هذا في رفع الملام، وذكر معه ما في التاريخ ج 3 ق 1 ص 85 (عبد الله بن ربيعة) ثلاث تراجم واتبعها بقوله (عبد الله بن ربيعة روى عنه عمرو بن ميمون) و (ربيعة) في الثلاث الأولى بفتح فكسر فسكون اتفاقا، وفى الرابع بضم ففتح فكسر بتشديد اتفاقا. قال المعلمي وأوضح منه ما في التاريخ 1 / 407 - 409 (أيوب بن بشير الأنصاري) ثم (أيوب بن بشير المصري) ثم (أيوب بن بشير ابن كعب) و (بشير) في الأولين بفتح فكسر اتفاقا وفى الثالث بضم ففتح اتفاقا وذكره البخاري نفسه في باب بشير بضم ففتح فاتضح أن ذكر ترجمة شيخه محمد ابن سلام عقب اثنين يقال لكل منهما محمد بن سلام - بتشديد اللام - لا يدل على أن والد شيخه مشدد اللام أيضا. وأما ما ادعاه الشريف من أن رواة كتاب الكلاباذي رووه كلهم بتشديد اللام، فأنكر ذلك صاحب رفع الملام. وأما صنيع ابن أبي حاتم في كتابه فدلالته على التشديد بينة غير أنه لا مانع ان يشتبه عليه الامر وعلى أبيه أيضا فإنهما لم يعرفا شيخ البخاري كما يجب، وبنى على الغالب في اسم (سلام) انه بالتشديد، وعلى ما يتراءى من صنيع البخاري في تاريخه على أن ما تقدم عن محمد بن سلام نفسه من قوله (أنا محمد بن سلام - بالتخفيف - وليس محمد بن سلام) يشعر بأنه في حياته كان بعض الناس يشددون جريا على الغالب.
وأما صنيع عبد الغني فأجاب عنه في رفع الملام بأن عبد الغني (أغفل تراجم عدة استدركها عليه جماعة... كأبي عبد الله الصوري وأبي بكر الخطيب وأبي نصر بن ماكولا) وبنحو هذا أجاب عن صنيع الدارقطني. قال المعلمي قد ينظر في هذا بان عامة ما أغفلاه يمكن بيان سبب اغفالهما له فما هو السبب في اغفالهما شيخ البخاري؟ ويجاب بأن من الأسباب المحتملة الذهول والشك لعدم استحضار ما يوجب الجزم وبعد فلو نص عبد الغني والدار قطني على التشديد لكانت أدلة التخفيف أرجح من قولهما، فكيف ولم ينصا والحال كما مر والله الموفق.
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 409 410 411 412 ... » »»