أجزاء فكتبت مرارا إلى إدارة معهد المخطوطات بذلك رجاء أن يطلبوا فلما من الثالث ثم تكبر لي منه نسخة فلم يستجيبوا لذلك وبلغت القضية حضرة المحس الكبير السلفي الشهير صاحب الفضيلة الشيخ محمد نصيف فبعد أيام أهدى إلى نسخة بصورة مكبرة للجزء الثالث مع فلمها، فأبقيت النسخة وأهديت الفلم لمعهد المخطوطات لتكميل نسختهم فتكرم مديره بالامر بتكبير نسخة منه وإهدائها إلى فله الشكر. وليست هذه بالأولى ولا المائة من أيادي فضيلة الشيخ محمد نصيف على وعلى العلم والعلماء بل لم تزل أياديه تترى بضروب الاحسان الذي تعشقه نفسه وتقربه عينه أطال الله عمره وزاده من فضله.
وفى آخر الجزء الأول والثاني تاريخ انتهاء كتابتهما الأول في جمادى الآخرة سنة ثلاثين وثمانمائة، والثاني في شهر رمضان من السنة نفسها، وفى آخر كل منهما بخط " إبراهيم بن محمد بن محمود بن بدر الحنبلي " يذكر أنه اشترك في الكتابة جماعة وختم دو، والثالث من النسخة عينها إلا أنه لم يقع بآخره تاريخ.
وإبراهيم هذا عالم من تلامذة المؤلف ولد سنة عشر وثمانمائة وتوفى سنة تسعمائة كما يعلم من الضوء اللامع 2 / 166 والشذرات، والنسخة جليلة محررة يكثر فيها الضبط بالحركات والعلامات ويقل فيها الخطأ وتزدحم فيها دلائل المعارضة بأصلها معارضة تحر وإتقان، وإنما كتبت النسخة لضم الكتاب إلى موسوعة علي بن الحسين بن عروة الدمشقي التي جعلها شرحا لمسند الإمام أحمد بعد ترتيبه على أبواب صحيح البخاري وسماها (الكواكب الدراري) وصار كلما جاءت مناسبة لكتاب