كتاب الضعفاء - أبو نعيم الأصبهاني - الصفحة ٣٣
وفي شأن مستخرجي نعيم يقول الحافظ ابن حجر في نكته على ابن الصلاح (2): (بل رأيت في مستخرج أبي نعيم وغيره الرواية عن جماعة من الضعفاء، لان أصل مقصودهم بهذه المستخرجات أنم يعلو اسنادهم...) وبما أن رجال مسلم ثقات، وأحاديثه صحيحة، عاد أبو نعيم ليتكلم في الرجال الذين هم ضعفاء وساق أحاديث من طريقهم في مستخرجه هذا. (3).
وقد اعتمد المصنف في هذا الكتاب على أئمة هذا الفن الذين سبقوه، البخاري، ابن المديني، ابن معين يحيى بن سعيد القطان، كما كانت له آراؤه وشخصيته كإمام من أئمة الحديث والجرح والتعديل، وقد حرص في هذا الكتاب على بيان روايات الضعفاء عمن كانت، ومن اختص بها من تلامذتهم ورواها عنهم، وذلك بكلام موجز دقيق مقتفيا أثر السابقين كالبخاري والنسائي وغيرهما فكثيرا ما تتشابه الأسماء وتتوافق، ويتحد العصر أحيانا فلا يميز بين الرواة الا شيوخهم وتلامذتهم.
وفي هذا الكتاب ابراز لحلقة من حلقات علم الجرج والتعديل في نهاية القرن الرابع الهجري ومطلع القرن الخامس، من جهة

(١) نقل ذلك الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تعليقاته على قواعد في علوم الحديث للتهانوي ص ٦٨ - ٦٩، وانظر فتح الباري ٣ / ٢١٥.
٣ - للمستخرج فوائد كثيرة ذكرها المصنفون في أصول الحديث، منها علو الاسناد، وتقوية الحديث بكثرة الطرق وبيان المبهم في الاسناد أو المتن، وقد تكون أحاديث الأصل رويت عن مدلس أو مختلط، فيبين المستخرج وجه الصواب في ذلك، وغيرها من الفوائد انظر مقدمة ابن الصلاح ص ١٩، والسيوطي في تدريب الراوي 1 / 114 وما بعدها وفتح المغيث للسخاوي 1 / 25 ط الهند.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست