واليوم الآخر). وعلى علماء الأمة أن يبذلوا جهدهم في تتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته الطاهر وطلبها من مظانها من كتب السنة وسماعها وحملها من أهلها والتفقه بها وتعليمها المسلمين. ومعرفة قواعد روايتها ودراسة أسانيدها بالرجوع إلى كتب الرجال ليميز بين ما صح عن رسول الله وثبت عنه وبين ما هو دخيل عليه ولا سبيل إلى ذلك إلا بمعرفة الرواة والتمييز بينهم.
قال ابن أبي حاتم: فلما لم نجد سبيلا إلى معرفة شئ من معاني كتاب الله، ولا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسمل إلا من جهة النقل والرواية، وجب أن نميز بين عدول الناقلة ولا رواة وثقاتهم وأهل الحفظ والثبت والاتقان منهم، وبين أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب واختراع الأحاديث الكاذبة. ولما كان الدين هو الذي جاءنا عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بنقل الرواة حق علينا معرفتهم ووجب الفحص عن الناقلة والبحث عن أولاهم، وإثبات الذين عرفناهم بشرائط العدالة والثبت في لا رواية مما يقتضيه حكم العدالة في نقل الحديث وروايته، بأن يكونوا أمناء في أنفسهم علماء بدينهم، أهل ورع وتقوى وحفظ للحديث وإتقان به وتثبت فيه، وأن يكونوا أهل تمييز وتحصيل لا يشوبهم كثير من الغفلات ولا تغلب عليهم الأوهام فيما قد حفظوه ووعوه. وأن يعزل عنهم الذين جرحهم أهل العدالة، وكشفوا عن عوراتهم في كذبهم، وما كان يعتريهم من غالب الغفلة وسوء الحفظ وكثرة الغلط والسهو والاشتباه، ليعرف به أدلة هذا الدين وأعلامه وأمناء الله في أرضه على كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم هؤلاء أهل العدالة، فيتمسك بالذي رووه ويعتمد عليه ويحكم به، وتجري أمور الدين عليه، وليعرف أهل الكذب تخرصا وأهل الكذب وهما، وأهل الغفلة والنسيان والغلط ورداء الحفظ فيكشف عن حالهم وينبأ عن الوجوه التي كان مجري روايتهم عليها، إن كذب فكذب، وإن وهم فوهم، وإن غلط فغلط وهؤلاء هم