يحيى المازني (2) عن أبيه عن جده (2) إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مجلس فقام رجل من أهل المجلس (فقال رجل آخر - 3) فجلس في
(1) صف " المدني " أما وهب فقال ابن أبي حاتم " الغفاري " وكذا قال ابن سعد كما يظهر من تهذيب التهذيب، وفيه " وقال الواقدي هو وهب بن حذيفة بن عباد ابن خلاد الغفاري " وفي الاستيعاب " الغفاري ويقال المزني. " زاد في الإصابة " ويقال الثقفي " ولم يذكروا له راويا غير واسع بن حبان وأغرب أبو حاتم بن حبان فقال في الثقات " وهب بن حذيفة المازني الليثي. " كذا قال وسيأتي الحامل له على قوله " المازني " فأما قوله " الليثي " فلم أعرف وجهه - ح.
(2) صنيع المؤلف رحمه الله تعالى يوهم ان الجد هنا هو وهب بن حذيفة صاحب الترجمة وأرى هذا منشأ وهم ابن حبان في قوله " وهب بن حذيفة المازني..
جد عمرو بن يحيى المازني ". وهذا نظير قوله في ترجمة عبد الله بن زيد بن عاصم " وهو جد عمرو بن يحيى " ومنشأ الوهم هناك انه وقع في حديث مالك " عن عمرو بن يحيى عن أبيه ان رجلا سأل عبد الله بن زيد وهو جد عمرو بن يحيى " وقد جري هذا الوهم على غير ابن حبان فذكر صاحب الكمال وتبعه المزي ان عبد الله بن زيد جد عمرو بن يحيي أبو أمه " أشار إليه في ترجمة عبد الله وصرح به في ترجمة عمرو فتعقبه ابن حجر بأن أم عمر وهي حميدة بنت محمد بن اياس بن البكير وقيل أم النعمان بنت أبي حبة. أقول وهذا الثاني قول ابن حبان نفسه ذكره في ترجمة عمرو، ثم ذكر ابن حجر أن منشأ الوهم هو الحديث المذكور قال " فظنوا أن الضمير يعود على عبد الله وليس كذلك بل يعود على الرجل وهو عمرو بن أبي حسن عم يحيى وقيل له جد عمرو بن يحيى تجوزا " وأوضح ذلك بأدلته في فتح الباري - كتاب الوضوء - باب مسح الرأس كله وقد جاء عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن جده حديث آخر يفيدنا النظر فيه هنا فوقع في رواية " عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه عن جده أبي حسن وكان - (3) من صف.
عقبيا بدريا " وفي أخرى باسقاط " أبي حسن " فوقع فيه وهمان الأول قول الحاكم أبي أحمد أن أبا حسن اسم عمارة نفسه وبني على ذلك ان عمارة صحابي عقبي بدري وكأنه حمل ما يقع في الروايات كثيرا " يحيى بن عمارة بن أبي حسن " على أن " ابن أبي حسن " راجع ليحيى كما يقال " عاصم بن بهدلة ابن أبي النجود " وأبو النجود هو بهدلة وقد أورد الحافظ في ترجمة أبي حسن من التعجيل والإصابة روايات تصرح بأن أبا حسن والد عمارة وقد قال المؤلف في الكنى رقم (167) " أبو حسن المازني جد يحيى بن عمارة له صحبة " وهكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه وفي تهذيب التهذيب عن ابن إسحاق ان اسم أبي الحسن تميم. الوهم الثاني قول من قال إن الصحبة وشهود بدر لعمارة مع معرفته بأن أبا الحسن هو والد عمارة وهذا قول ابن حبان فإنه قال في ترجمة عمارة " عمارة بن أبي حسن.. شهد بدرا " وقال في ترجمة عمرو بن يحيى بن عمارة ابن أبي حسن " واسم أبي حسن تميم بن عبد عمرو " وذكر في الصحابة " تميم ابن عبد عمر والمازني أبو حسن ولاه علي بن أبي طالب رضي الله عنه على المدينة " وزعم الحافظ في تهذيب التهذيب ان ابن حبان موافق للحاكم أبي أحمد وهذا وهم كما ترى وعبارة الحافظ " وذلك أنه - يعنى أبا أحمد - جعل اسم أبي حسن عمارة وكذلك فعل أبو القاسم البغوي وأبو حاتم بن حبان وهو هم انما هو عمارة ابن أبي حسن " ثم قال الحافظ " فأبو الحسن هو الذي شهد العقبة وغيرها، وابنه عمارة يحتمل أن تكون له رؤية " ونقل عن أبي نعيم الأصبهاني نحو قوله وعن ابن منده انه أعاد الحديث في ترجمة أبى حسن بعد أن كان ذكره في ترجمة عمارة. إذا تقرر هذا فالمتبادر في الحديث الذي أورده المؤلف في هذه الترجمة ان الجد هو عمارة ويحتمل احتمالا قريبا أن الجد أبو حسن لان أبا الجد جد ولاحتمال عود الضمير في قوله " جده " على الأب فإن كان المراد عمارة فالحديث مرسل إذ لم تثبت لعمارة صحبة وإن كان أبا حسن فكأنه منقطع إذ لم يتبين لي ادراك يحيى ابن عمارة لجده أبي حسن - نعم في مسند أحمد (4 - 77) ما يظهر منه أن يحيى أدرك جده أبا حسن وسمع منه ولكن كأنه وقع في النسخة سقط فقابل ما وقع في المسند بترجمة أبي حسن من التعجيل والإصابة يظهر لك ذلك، ثم رأيت أبا عمر قد جزم في الاستيعاب بان هذا الحديث لأبي حسن فإنه قال في ترجمته " وهو جد يحيي بن عمارة.. يقال إنه ممن شهد العقبة وبدرا حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الرجل أحق بمجلسه إذا قام عنه ثم انصرف إليه، وقال لرجل قعد في مجلس رجل آخر استأخر عن مجلس الرجل فكل انسان بمجلسه أحق. رواه عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " بقي أن يقال فما وجه ايراد المؤلف هذا الحديث في ترجمة هذا الرجل وهب بن حذيفة؟ والجواب أنه والله أعلم أشار بذلك إلى الاختلاف على عمرو بن يحيى فقد روى خالد الواسطي عن عمرو بن يحيى عن محمد بن يحيى بن حبان عن واسع ابن حبان عن وهب بن حذيفة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرجل أحق بمجلسه وان خرج لحاجة ثم عاد فهو أحق بمجلسه " أخرجه الترمذي - أبواب الاستئذان والآداب - باب ما جاء إذا قام الرجل الخ، وأخرجه الإمام أحمد من طريقين نحوه المسند (3 - 422) وكأن المؤلف رحمه الله لم يذكر هذا لشهرته وكان الأولى به والاجرى على عادته أن يذكره، ويمكن أن يكون الحديث لوهب بن حذيفة وانتقل ذهن الراوي من حديث إلى حديث فان حديث عمرو عن أبيه عن جده أبي حسن وكان عقبيا بدريا يشبه هذا فراجعه في الإصابة أو من سند إلى آخر كان الأصل كما في الترمذي فأخطأ الراوي فقال " عن أبيه عن جده " والله أعلم - ح