عمارة بن أبي حفصة أن مسلمة بن عبد الملك دخل على عمر بن عبد العزيز فقال لأخته فاطمة بنت عبد الملك وهي امرأة عمر بن عبد العزيز إني أرى أمير المؤمنين قد أصبح اليوم مفيقا وأرى قميصه درنا فألبسيه غير هذا القميص حتى نأذن للناس عليه فسكتت فقال ألبسي أمير المؤمنين غير هذا القميص فقالت والله ما له غيره أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن عمر بن حفص قال حدثنا عمرو بن ميمون قال أتيت سليمان بن عبد الملك بهذه الحريرة فرأيت عنده عمر وهو كأشد الرجال وأغلظهم عنقا فما لبثت بعدما استخلف عمر إلا سنة حتى أتيته فخرج يصلي بنا الظهر وعليه قميص ثمن دينار أو نحوه وملية مثله وعمامة قد سدلها بين كتفيه وقد نحل ودقت عنقه أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق عن أبي سعيد مولى بني هاشم قال حدثنا أبو يعقوب قال حدثني رجاء بن حياة قال كان عمر بن عبد العزيز من أعطر الناس وألبس الناس وأخيلهم مشية فلما استخلف قوموا ثيابه باثني عشر درهما من ثياب مصر كمته وعمامته وقميصه وقباؤه وقرطقه وخفاه ورداؤه أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق قال حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرني معاوية بن صالح قال أخبرني سعيد بن سويد أن عمر بن عبد العزيز صلى بهم الجمعة وعليه قميص مرقوع الجيب ومن بين يديه ومن خلفه فلما فرغ جلس وجلسنا معه قال فقال له رجل من القوم يا أمير المؤمنين إن الله قد أعطاك فلو لبست وصنعت فنكس مليا حتى عرفنا أن ذلك قد ساءه ثم رفع رأسه فقال إن أفضل القصد عند الحدة وأفضل العفو عند القدرة أخبرنا عبد الله بن إدريس قال سمعت أبي يذكر عن أزهر صاحب كان له قال رأيت عمر بن عبد العزيز بخناصرة يخطب الناس وقميصه
(٤٠٢)