عمر بن عبد العزيز إلى سليمان بن أبي كريمة إن أحق العباد بإجلال الله والخشية منه من ابتلاه بمثل ما ابتلاني به ولا أحد أشد حسابا ولا أهون على الله إن عصاه مني فقد ضاق بما أنا فيه ذرعي وخفت أن تكون منزلتي التي أنا بها هلاكا لي إلا أن يتداركني الله منه برحمة وقد بلغني أنك تريد الخروج في سبيل الله فأحب يا أخي إذا أخذت موقفك أن تدعو الله أن يرزقني الشهادة فإن حالي شديدة وخطري عظيم فأسأل الله الذي ابتلاني بما ابتلاني به أن يرحمني ويعفو عني أخبرنا علي بن محمد عن خالد بن يزيد بن بشر عن أبيه قال كان من خاصة عمر بن عبد العزيز ميمون بن مهران ورجاء بن حياة وريح بن عبيدة الكندي وكان قوم من دون هؤلاء عنده عمرو بن قيس وعون بن عبد الله بن عتبة ومحمد بن الزبير الحنظلي أخبرنا علي بن محمد عن مسلمة بن محارب وغيره قال خرد بلال بن أبي بردة وأخوه عبد الله بن أبي بردة إلى عمر بن عبد العزيز فاختصما إليه في الاذان في مسجدهم فارتاب بهما عمر فدس إليهما رجلا يقول لهما أرأيتما إن كلمت أمير المؤمنين فولاكما العراق ما تجعلان لي فبدأ الرجل ببلال فقال له ذلك فقال أعطيك مائة ألف ثم أتى أخاه فقال له مثل ذلك فأخبر الرجل عمر فقال لهما الحقا بمصركما وكتب إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن لا تول بلالا بلال الشر ولا أحدا من ولد أبي موسى شيئا وقال بعضهم كتب لا تول بليل الشر صغر بلالا أخبرنا علي بن محمد عن عوانة بن الحكم الكلبي قال مات سليمان بن عبد الملك بدابق واستخلف عمر بن عبد العزيز فخطب عمر الناس فقال والله ما أردتها ولا تمنيتها فاتقوا الله وأعطوا الحق من أنفسكم وردوا المظالم فإني والله ما أصبحت بي موجدة على أحد من أهل القبلة إلا موجدة على ذي إسراف حتى يرده الله إلى قصد قال وكتب إلى مسلمة
(٣٩٥)