كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ١١٢
وقد ألف الشيخ الطوسي الفهرس بأمر أستاذه المفيد الذي توفي سنة 413، وفي حياته، كما صرح به في أوله.
وقد أورد الشيخ منتجب الدين في فهرسه هذا، من كان في عصر المفيد إلى عصره المتجاوز عن مائة وخمسين سنة. وفي الختام، نقول: " إن الحافظ بن حجر العسقلاني (المتوفي عام 852) قد أكثر النقل عن هذا الفهرس في كتابه المعروف ب‍ " لسان الميزان "، معبرا عنه ب‍ " رجال الشيعة " أو " رجال الامامية " ولا يريد منهما إلا هذا الفهرس، ويعلم ذلك بملاحظة ما نقله في لسان الميزان، مع ما جاء في هذا الفهرس، كما أن لصاحب هذا الفهرس تأليفا آخر أسماه تاريخ الري، وينقل منه أيضا ابن حجر في كتابه المزبور، والأسف كل الأسف أن هذا الكتاب وغيره مثل " تاريخ ابن أبي طي " (1) و " رجال علي بن الحكم " و " رجال الصدوق " التي وقف على الجميع، ابن حجر في عصره ونقل عنها في كتابه " لسان الميزان " لم تصل إلينا، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
ثم إن الغاية من اقتراح السيد عز الدين يحيى، نقيب السادات، هو كتابة ذيل لفهرس الشيخ على غراره، بأن يشتمل على أسامي المؤلفين، ومؤلفاتهم واحدا بعد واحد، وقد قبل الشيخ منتجب الدين اقتراح السيد، وقام بهذا العمل لكنه قدس سره عدل عند الاشتغال بتأليف الفهرس عن هذا النمط، فجاء بترجمة كثير من شخصيات الشيعة، يناهز عددهم إلى 540 شخصية علمية وحديثية من دون أن يذكر لهم أصلا وتصنيفا، ومن ذكر لهم كتابا لا يتجاوز عن حدود مائة شخص.
نعم ما يوافيك من الفهرس الآخر لمعاصره أعني معالم العلماء فهو على غرار فهرس الشيخ حذو القذة بالقذة.

(1) راجع في الوقوف على وصف هذا التاريخ وما كتبه في طبقات الامامية أيضا " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " ج 3، ص 219 220 هذا وتوفي ابن أبي طي سنة 630 ه‍.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 107 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست