كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٦٩
مسلكه في الفهرس ومسلك النجاشي في فهرسه، حيث إنه أراد في رجاله استقصاء أصحابهم ومن روى عنهم مؤمنا كان أو منافقا، إماميا كان أو عاميا، فعد الخلفاء ومعاوية وعمرو بن العاص ونظراءهم من أصحاب النبي، وعد زياد بن أبيه وابنه عبيد الله بن زياد من أصحاب أمير المؤمنين، وعد منصورا الدوانيقي من أصحاب الصادق عليه السلام بدون ذكر شئ فيهم، فالاستناد إليه ما لم يحرز إمامية رجل غير جائز حتى في أصحاب غير النبي وأمير المؤمنين، فكيف في أصحابهما؟ " (1).
ومع ذلك فلم يأت بكل الصحابة، ولا بكل أصحاب الأئمة، ويمكن أن يقال: إن الكتاب حسب ما جاء في مقدمته الف لبيان الرواة من الأئمة، فالظاهر كون الراوي إماميا ما لم يصرح بالخلاف أو لا أقل شيعيا فتدبر.
وكان سيدنا المحقق البروجردي يقول: " إن كتاب الرجال للشيخ كانت مذكرات له ولم يتوفق لاكماله، ولأجل ذلك نرى أنه يذكر عدة أسماء ولا يذكر في حقهم شيئا من الوثاقة والضعف ولا الكتاب والرواية، بل يعدهم من أصحاب الرسول والأئمة فقط ".
4 فهرس الشيخ:
وهو له قدس سره فقد أتى بأسماء الذين لهم أصل أو تصنيف (2).
إن الشيخ الطوسي مؤلف الرجال والفهرس أظهر من أن يعرف، إذ هو الحبر الذي يقتطف منه أزهار العلوم، ويقتبس منه أنواع الفضل، فهو رئيس المذهب والملة، وشيخ المشايخ الأجلة، فقد أطراه كل من ذكره، ووصفه بشيخ الطائفة على الاطلاق، ورئيسها الذي تلوي إليه الأعناق. صنف في

(١) قاموس الرجال: ج ١، الصفحة 19.
(2) سيوافيك الفرق بين الأصل والتصنيف في الأبحاث الآتية.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست