كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٤٠٤
وينتصب بنصبهم، وذهبت عدة أخرى إلى أنها قضية أصولية وهي ركن الدين، ولا يجوز للرسول صلى الله عليه وآله إغفاله وإهماله ولا تفويضه إلى العامة، واستدلوا على ذلك بما ورد في الكتاب حول الإمامة، وما سمعوه من النبي صلى الله عليه وآله في يوم الدار ويوم الغدير وغيرهما من المقامات.
وأما تسميتهم بالشيعة فإنما هو لأجل أن النبي صلى الله عليه وآله سمى محبي علي بن أبي طالب ومقتفيه شيعة. روى السيوطي في تفسير قوله سبحانه: * (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * البينة: 7 أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي، فأقبل علي، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ". ونزلت " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ". فكان أصحاب النبي إذا أقبل علي قالوا: " جاء خير البرية " وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا: " على خير البرية ".
وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: " أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ".
وأخرج ابن مردويه عن علي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ألم تسمع قول الله * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جيئت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين " (1).
والحاصل; أن الشيعة على وجه الاجمال هم الذين بقوا على ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله في حق الوصي ولم يغيروا طريقه، فالشيعة ليست

(1) الدر المنثور تأليف جلال الدين السيوطي: ج 6، الصفحة 379. والمراد من المحجلين هو المشرقون والمضيئون.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»
الفهرست