كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٤٠٥
فرقة مختلفة بعد النبي " صلى الله عليه وآله ولم يخلقهم السياسات الزمنية، ولا الأبحاث الكلامية، بل لم تتكون الشيعة إلا في نفس عصر النبي، فبقوا على ما كان النبي عليه وإن كانوا من حيث العدد قليلين.
هذا هو أصل الشيعة الذي يجمع جميع فرقها الاعتقاد بأن الإمامة قضية أصولية غر مفوضة إلى الأمة، بل إلى الله سبحانه وتعالى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله.
نعم تفرقت الشيعة حسب مرور الزمان وحسب السياسات الوقتية والأبحاث الكلامية إلى فرق مختلفة، غير أنه لم يبق من تلك الفرق إلا ثلاث فرق وهم: الامامية، الزيدية، والإسماعيلية، والفرقة الشاخصة من بينها هو الامامية المعتقدة بامامة الأئمة الاثني عشر، أولهم علي بن أبي طالب فالحسن، فالحسين، فعلي بن الحسين، فمحمد بن علي، فجعفر بن محمد، فموسى بن جعفر، فعلي بن موسى، فمحمد بن علي، فعلي بن محمد، فالحسن بن علي، فمحمد بن الحسن القائم الذي يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا صلوات الله عليهم أجمعين.
فكلما أطلقت الشيعة في زماننا تنصرف إلى الشيعة الإمامية، وأما غيرهم كالزيدية والإسماعيلية فيحتاج إلى قرينة.
نعم كانت الفرق الشيعية الأخرى موجودة في عصر الأئمة وبعده، ولأجل ذلك جاء أسماء عدة من فرق الشيعة في أسناد الروايات، فلأجل ذلك نبحث عن الفرق الشائعة الرائجة في عصرهم عليهم السلام وبعده بقليل، وإن شرب عليهم الدهر وأبادتهم وأهلكتهم، فلم يبق منهم أثر في الأزمنة الأخيرة، وإليك بيانها:
1 الكيسانية قيل: ان كيسان مولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»
الفهرست