كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٣٦٠
الوجه الأول: المدائح الواردة حول الكافي إن المدائح الواردة في حق الكتاب، تقتضي غناء الفقيه من ملاحظة آحاد رواته، وإليك المدائح إجمالا وإن مر تفصيلها في صدر البحث.
1 وصفه الشيخ المفيد في شرح عقائد الصدوق بأنه أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة.
2 وعرفه المحقق الكركي في إجازته للقاضي صفي الدين عيسى بأنه لم يعمل مثله.
3 وقال الشهيد في إجازته للشيخ زين الدين أبي الحسن علي بن الخازن: " لم يعمل للامامية مثله ".
4 وقال محمد أمين الدين الاسترآبادي: " وقد سمعنا من مشايخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الاسلام كتاب يوازيه أو يدانيه ".
5 ووصفه العلامة المجلسي بأنه أضبط الأصول وأجمعها وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها.
وهذه المدائح لا ترجع إلى كبر الكتاب وكثرة أحاديثه، فإن مثله وأكبر منه ممن تقدم أو تأخر عنه، كان كثيرا متداولا بينهم، كالمحاسن لأحمد بن محمد ابن خالد البرقي، ونوادر الحكمة لمحمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، وإنما هي لأجل إتقانه وضبطه وتثبته.
أقول: لا يخفى أنه يستفاد من هذه المدائح اعتبار الكتاب بما هو هو، في مقابل عدم صلاحيته، للمرجعية والمصدرية، لأنه لازم قولهم " أجل الكتب وأكثرها فائدة " أو " إنه لم يعمل مثله في الاسلام ". أما استفادة غنى المستنبط عن ملاحظة آحاد رجال أحاديثه، وأن كل ما فيه معتبر فلا، إذ ليس معنى اعتبار الكتاب صحة كل واحد من أحاديثه، بحيث يغني الباحث عن أية مراجعة،
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست