كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٣
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الهادي الأمين وعترته الطيبين الطاهرين.
أما بعد، فإن الحضارة البشرية وهي سائرة نحو التقدم تستدعي التوسع في كل ما يكون مؤثرا فيها بمرور الزمن، ومما يكون مؤثرا فيها هو معرفة أحوال الرجال أولا، ثم معرفة آثارهم وما قدموه للبشرية من عطاء ثانيا. وقد ازدادت ضرورة هذه التوسعة في خصوص مذهب الشيعة الإمامية من جهة توقف الاجتهاد إلى حد ما على ذلك، والاجتهاد هو المحور الأساسي الذي يدور عليه فقه أهل البيت عليهم السلام، والذي يمثل نقطة التفوق على سائر المذاهب الفقهية الأخرى، وهو الذي أعطى الفقه الإمامي صبغة الحيوية والمؤونة والمضي مع الزمن، وأما وجه توقف الاجتهاد على معرفة أحوال الرجال فواضح بعد أن كانت السنة النبوية المبينة من طريق أهل البيت عليهم السلام تشكل مصدرا أساسيا لمعرفة الأحكام الإلهية بعد القرآن، وقد وصلت هذه السنة إلى أيدي العلماء الذين دونوا الأصول والموسوعات الحديثية بطرق، وفي هذه الطرق رجال فيهم من يعتمد عليه، وفيهم من لا يعتمد عليه، وفيهم المجهول وغير ذلك، ولما كان الحجة في الاستدلال هو الحديث المروي
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 7 8 9 11 12 13 ... » »»
الفهرست