كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ١٢
المرسل عن المسند ويميز المشترك، إلى غير ذلك مما يتوقف عليه قبول الخبر.
ما هو موضوع علم الرجال؟
موضوعه عبارة عن رواة الحديث الواقعين في طريقه، فبما أن كل علم يبحث فيه عن عوارض موضوع معين وحالاته الطارئة عليه، ففي المقام يبحث عن أحوال الرواة من حيث دخالتها في اعتبار قولهم وعدمه، أما حالاتهم الأخرى التي ليست لها دخالة في قبول قولهم فهو خارج عن هذا العلم، فالبحث في هذا العلم إنما هو عن اتصاف الراوي بكونه ثقة وضابطا أو عدلا أو غير ذلك من الأحوال العارضة للموضوع، أما الأحوال الأخرى ككونه تاجرا أو شاعرا أو غير ذلك من الأحوال التي لا دخالة لها في قبول حديثهم فهي خارجة عن هذا العلم.
ما هو مسائله؟
إن مسائل علم الرجال هو العلم بأحوال الاشخاص من حيث الوثاقة وغيرها، وعند ذلك يستشكل على تسمية ذلك علما، فإن مسائل العلم تجب أن تكون كلية لا جزئية، وأجيب عن هذا الاشكال بوجهين:
الأول: ان التعرف على أحوال الراوي كزرارة ومحمد بن مسلم يعطي ضابطة كلية للمستنبط بأن كل ما رواه هذا أو ذاك فهو حجة، والشخص مقبول الرواية، كما أن التعرف على أحوال وهب بن وهب يعطي عكس ذلك، وعلى ذلك فيمكن انتزاع قاعدة كلية من التعرف على أحوال الاشخاص، فكانت المسألة في هذا العلم تدور حول: " هل كل ما يرويه زرارة أو محمد بن مسلم حجة أو لا؟ " والبحث عن كونه ثقة أو ضابطا يعد مقدمة لانتزاع هذه المسألة الكلية.
وهذا الجواب لا يخلو من تكلف كما هو واضح، لان المسألة الأصلية
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 7 8 9 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست