كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٢٥٨
" وكان معلي بن قوام أبي عبد الله عليه السلام وإنما قتله داود بن علي بسببه، وكان محمودا عنده، ومضى على منهاجه، وأمره مشهور، فروى عن أبي بصير قال: لما قتل داود بن علي " المعلي بن خنيس "، فصلبه، عظم ذلك على أبي عبد الله عليه السلام واشتد عليه وقال له: يا داود، على ما قتلت مولاي وقيمي في مالي وعلى عيالي؟ والله إنه لا وجه عند الله منك في حديث طويل. وفي خبر آخر أنه قال: أما والله لقد دخل الجنة " (1).
وثانيا: إن المعلي قتل قبل الثالث وثلاثين ومائة، كما مر في بحث مشايخ ابن أبي عمير، وصفوان بن يحيى ممن توفي عام 210، فكيف يمكن له أن ينقل عنه، مع أن بين الوفاتين 77 سنة فما زاد، ولم يكن صفوان من المعمرين الذين عاشوا إلى مائة وأزيد، ولذلك إن من القريب سقوط الواسطة بين صفوان ومعلى بن خنيس. ويشهد على ذلك قول النجاشي في ترجمة معلي بن خنيس: " له كتاب... أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان، قال: حدثنا علي بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن أيوب بن..، عن صفوان بن يحيى، عن أبي عثمان معلي بن زيد الأحول، عن معلي بن خنيس بكتابه " (2).
فيظهر من ذلك أن ما نقلناه آنفا من الفهرس هو ترجمة معلي بن عثمان (أو ابن زيد) الأحول، لا معلي بن خنيس والنسخة محرفة لما عرفت من بعد رواية صفوان عن معلي بن خنيس أولا، ولان " أبا عثمان " كنية معلي بن عثمان (أو ابن زيد) كما ذكر النجاشي والشيخ نفسه في رجاله ثانيا.
إلى هنا وقفت على حال النقوض المتوجة إلى الضابطة التي نقلها الشيخ

(١) الغيبة (طبعة النجف) الصفحة ٢١٠، ولاحظ ما ورد حول قتله من الروايات في تنقيح المقال الجزء الثالث، الصفحة ٢٣٠.
(٢) رجال النجاشي: الرقم 1114.
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست