قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ٦٤١
ويطعنون على القرآن، قال ابن أبي العوجاء: " تعالوا ننقض كل واحد منا ربع القرآن وميعادنا من قابل في هذا الموضع نجتمع فيه وقد نقضنا القرآن كله، وأن في نقض القرآن إبطال نبوة محمد وفي إبطال نبوته إبطال الإسلام وإثبات ما نحن فيه " فاتفقوا على ذلك وافترقوا على ذلك، فلما كان من قابل اجتمعوا عند بيت الله الحرام، فقال ابن أبي العوجاء: أما أنا فمتفكر منذ افترقنا في هذه الآية: (فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا) فما أقدر أن أضم إليها في فصاحتها وجمع معانيها فشغلتني هذه الآية عن التفكر في ما سواها. فقال عبد الملك: أنا متفكر في هذه الآية: (يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب) فلم أقدر على الإتيان بمثلها. فقال أبو شاكر: وأنا منذ فارقتكم متفكر في هذه الآية: (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) لم أقدر على الإتيان بمثلها. فقال ابن المقفع: يا قوم أن هذا القرآن ليس من جنس كلام البشر وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية: (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي... الآية) لم أبلغ غاية معرفتها ولم أقدر على الإتيان بمثلها.
قال هشام: فبيناهم في ذلك إذ مر بهم جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فقال: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا: " لئن كان للإسلام حقيقة لما انتهت وصية محمد إلا إلى هذا، والله ما رأيناه قط إلا هبناه واقشعرت جلودنا لهيبته " ثم تفرقوا مقرين بالعجز (1).
ومر بعنوان: عبد الله بن المقفع.
[1254] ابن المكاري مر بعنوان: الحسين بن أبي سعيد هاشم بن حيان.

(٦٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 636 637 638 639 640 641 642 643 644 645 646 ... » »»