قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ١٠٥
تجئ بعد، فإذا جاءت فبلغها منه السلام، فانطلقنا إلى مكة فاشتراها في تلك السنة، فلم تلبث إلا قليلا حتى حملت فولدت الغلام، وكان إخوة علي (عليه السلام) يرجون أن يرثوه فعادوني من غير ذنب، فقال لهم إسحاق بن جعفر: والله! رأيته وأنه ليقعد بالمجلس الذي لا أجلس فيه أنا (1).
وعن يزيد بن سليط قال: لما أوصى أبو إبراهيم (عليه السلام) أشهد إبراهيم بن محمد الجعفري، وإسحاق بن جعفر بن محمد، وجعفر بن صالح، ومعاوية الجعفري، ويحيى بن الحسين بن زيد بن علي، وسعدان بن عمران الأنصاري، ويزيد بن سليط الأنصاري، ومحمد بن جعفر بن سعد الأسلمي وهو كاتب الوصية الأولى...
الخبر (2). والخبران نصان في أن نسبته إلى زيد بالنسب لا المذهب.
وإلى هذين الخبرين أشار الكشي وغيره ممن قال: إن ليزيد بن سليط حديثا طويلا.
أقول: ليس في الكشي كونه من أصحاب الكاظم (عليه السلام) فإنما فيه: " يزيد بن سليط الزيدي حديثه طويل " (3). وإنما زاده القهبائي أخذا من الحواشي المختلطة بالمتن. كما أن رجال الشيخ لم يصفه بالزيدي، والشيخ لم يعده في ثقات الكاظم (عليه السلام)، بل المفيد في إرشاده (4).
وخبر الكافي الأول وصفه في أحد إسناديه بالزيدي، ووصفه الثاني في أحد إسناديه بالأنصاري؛ ورواهما العيون كذلك (5)، ومقتضى الجمع بينهما كونه من أولاد زيد بن ثابت الأنصاري، لا من أولاد زيد الشهيد، كما قاله.
هذا، والظاهر أن في الكشي سقطا، وأن الأصل " روى النص على الرضا (عليه السلام) في حديث طويل " بل الأصل " روى النص على الرضا (عليه السلام) في حديثين طويلين " حيث إن الثاني أيضا خبر طويل متضمن وصية الكاظم (عليه السلام) إلى الرضا (عليه السلام)

(١) الكافي: ١ / ٣١٣.
(٢) الكافي: ١ / 316.
(3) الكشي: 452.
(4) الإرشاد: 304.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 24، 33 باب 4 و 5 ح 9 و 1.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»