قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٢١
تحاببتم؛ وإذا رأيتم الناس وبينهم النائرة قد تداعوا إلى العشائر والقبائل فاقصدوا لهامهم ووجوههم بالسيف حتى يفزعوا إلى الله تعالى وإلى كتابه وسنة نبيه، فأما تلك الحمية فمن خطرات الشياطين فانتهوا عنها - لا أبا لكم - تفلحوا وتنجحوا (1).
وفي صفين نصر: لما ندب علي (عليه السلام) أزد العراق إلى أزد الشام، قال مخنف:
" إن من الخطب الجليل أنا صرفنا إلى قومنا، ما هي إلا أجنحتنا نحذفها بأسيافنا، فإن لم نفعل لم نناصح صاحبنا، وإن فعلنا فنارنا أخمدنا " فقال جندب بن زهير " والله! لو كنا آباءهم ولدناهم أو كنا أبناءهم ولدونا ثم خرجوا من جماعتنا وطعنوا على إمامنا ووازروا الظالمين الحاكمين بغير الحق على أهل ملتنا وذمتنا، ما افترقنا بعد إذ اجتمعنا حتى يرجعوا عما هم عليه ويدخلوا فيما ندعوهم إليه، أو تكثر القتلى بيننا وبينهم " فقال مخنف: أما والله! ما علمتك صغيرا وكبيرا إلا مشؤوما، والله ما ميلنا الرأي في أمرين في الجاهلية ولا بعد ما أسلمنا إلا اخترت أعسرهما (2).
وأقول: إن قوله تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم)... الآية (3) يصدق جندبا ويكذب مخنفا.
وفي صفين نصر أيضا عن الحكم قال: لما هرب مخنف بالمال قال علي (عليه السلام):
" عذرت القردان فما بال الحلم؟ " (4) وكلامه (عليه السلام) مثل ذكره أبو هلال في أمثاله وقال:
الحلم صغار القردان (5).
[7444] مخول بن إبراهيم النهدي روى النجاشي - في أبي رافع - عن عبد الله بن أحمد بن مستورد، عنه، عن

(١) شرح نهج البلاغة: ٤ / ٤٤.
(٢) وقعة صفين: ٢٦٢.
(٣) المجادلة: ٢٢.
(٤) وقعة صفين: ١١.
(5) مجمع الأمثال: 1 / 443.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»