قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ٥٥٣
عشر من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وصلى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بميدان الأشنان، وضاق على الناس مع كبره; ودفن في داره سنين ونقل إلى مقابر قريش بالقرب من السيد أبي جعفر (عليه السلام). وقيل: مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
وقال في آخر السرائر ما ملخصه: إن المفيد كان أيام اشتغاله على أبي عبد الله المعروف بالجعل في مجلس علي بن عيسى الرماني; فسأل رجل بصري علي بن عيسى عن يوم الغدير والغار، فقال: أما خبر الغار فدراية، وأما خبر الغدير فرواية، والرواية ما توجب ما توجبه الدراية. فقال المفيد (رحمه الله) له: ما تقول في من قاتل الإمام العادل؟ قال: كافر، ثم استدرك وقال: فاسق، ثم قال: ما تقول في أمير المؤمنين علي (عليه السلام)؟ قال: إمام، قال: ما تقول في طلحة والزبير ويوم الجمل؟ قال:
تابا، قال: أما خبر الجمل فدراية، وأما خبر التوبة فرواية; فقال له: أو كنت حاضرا حين سألني البصري؟ قال: نعم. فدخل منزله وأخرج معه ورقة قد ألصقها وقال:
أوصلها إلى شيخك أبي عبد الله، فجاء بها إليه فقرأها ولم يزل يضحك هو ونفسه!
وقال: قد أخبرني بما جرى لك في مجلسه ولقبك المفيد (1).
وذكر يحيى بن بطريق الحلي في محكي رسالة نهجه: وأما الطريق الثاني في تزكية المفيد فما ترويه كافة الشيعة وتتلقاه بالقبول: أن الصاحب (عليه السلام) كتب إليه ثلاثة كتب، في كل سنة كتابا (إلى أن قال) وهذا أوفى مدح وتزكية (2).
وأشار ابن بطريق بالكتب إلى التوقيعات التي نقلها الاحتجاج عنه (عليه السلام) إليه، منها:
للأخ السديد والولي الرشيد الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، أدام الله إعزازه (إلى أن قال) سلام الله عليك أيها الولي المخلص فينا باليقين (إلى أن قال) ونعلمك - أدام الله توفيقك لنصرة الحق وأجزل مثوبتك عن نطقك عنا

(١) السرائر: ٣ / ٦٤٨.
(٢) لا توجد عندنا تلك الرسالة.
(٥٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 548 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 ... » »»