قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ٤٦٦
يا باخالد، ان صاحب الطاق يكلم الناس فيطير وينقض، وأنت إن قصوك لن تطير.
وعن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ليلا، فدخل عليه الأحول، فدخل به من التذلل والاستكانة أمر عظيم، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): مالك؟ وجعل يكلمه حتى سكن، ثم قال له: بم تخاصم الناس؟ قال: فأخبره بما يخاصم الناس، - ولم أحفظ منه ذلك - فقال أبو عبد الله (عليه السلام): خاصمهم بكذا وكذا.
وذكر أن مؤمن الطاق قيل له: ما الذي جرى بينك وبين زيد بن علي في محضر أبي عبد الله (عليه السلام)؟ قال، قال لي زيد بن علي: يا محمد بن علي بلغني أنك تزعم أن في آل محمد إماما مفترض الطاعة؟ قال، قلت: نعم وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم، فقال: وكيف! وقد كان يؤتى بلقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها، أفترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمة ولا يشفق علي من حر النار؟ قال: كره أن يخبرك فتكفر فلا يكون له فيك الشفاعة، لا والله! فيك المشية. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أخذته من بين يديه ومن خلفه، فما تركت له مخرجا.
وعن العياشي، عن إسحاق بن محمد، عن أحمد بن صدقة الكاتب الأنباري، عن أبي مالك الأحمسي قال: حدثني مؤمن الطاق - واسمه محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر الأحول - قال: كنت عند عبد الله (عليه السلام) فدخل زيد بن علي فقال لي:
يا محمد بن علي أنت الذي تزعم أن في آل محمد إماما مفترض الطاعة معروفا بعينه؟
قال: قلت: نعم فكان أبوك أحدهم، قال: ويحك! فما كان يمنعه من أن يقول لي، فوالله!
لقد كان يؤتى بالطعام الحار فيقعدني على فخذه ويتناول البضعة فيبردها ثم يلقمنيها، أفتراه كان يشفق علي من حر الطعام ولا يشفق علي من حر النار؟ قال:
قلت: كره أن يقول فتكفر فيجب من الله عليك الوعيد ولا يكون له فيك شفاعة، فتركك مرجئا لله فيك المشية، وله فيك الشفاعة.
قال: وقال أبو حنيفة لمؤمن الطاق - وقد مات جعفر بن محمد (عليه السلام) -: يا باجعفر إن إمامك قد مات، فقال أبو جعفر: لكن إمامك من المنظرين إلى الوقت المعلوم.
(٤٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 ... » »»