تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٤٥٣
ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة، أبو علي بن همام (1)،
____________________
وكفى المدعي وهنا، في دعواه، رواية أعلام الطائفة من معاصريه وأجلاء الرواة الثقات الخبراء، عنه، وكيف لا وهو مطعون في نفسه، لا يوجب تضعيفه، وهنا في رواياتهم عنه.
على إن ما وجد في رواياته من بعض الأعاجيب بنظر بعض، ليس بأعجب من روايات المشايخ ومنهم الصدوق نظائر حديث رد الشمس لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن رواة الشيعة، ولم يطعنوا فيهم بمثل ما طعن به جعفر بن محمد هذا. وليس رواية جعفر بن محمد الفزاري حديث اللوح بإنفراده عجيبا، فضلا عن رواية المشايخ بطرقهم حديث اللوح كما في الكمال للصدوق (1).
9 - من روى عنه الحديث (1) إن كلام الماتن يعطي التعجب من رواية الشيخين العظيمين عن جعفر ابن محمد الكوفي الفزاري، مع شدة ضعفه في حديثه، ووضعه الحديث، وروايته عن المجاهيل، وكونه فاسد المذهب والرواية، وأن كل عيوب الضعفاء مجتمعة فيه، فلا يمكن خفاء أمره عليهما، وهما من أعاظم عصره والخبيرين بالرواة والروايات، فكيف يروي مثلهما في الورع والإتقان في الحديث عن مثله، وهو في غاية الضعف؟ وليس كلامه ناظرا إلى التأمل في التضعيفات، والا قال: (ولا أدري كيف، وقد روى عنه شيخنا...)، مشعرا بالوهن في التضعيفات.
وحينئذ نقول: إن رواية العلمين مع مالهما من الورع والإتقان،

1 - كمال الدين:
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 ... » »»