تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٤٢٦

____________________
وقال الشيخ كما يأتي كلامه (ويضعفه قوم...).
قلت: والعجب من النجاشي الماتن، حيث إنه مع جزمه بالتضعيف، تبعا لمن ضعفه، أنه قد أسند إلى جماعة كتبا في تراجمهم بقوله: (له كتاب)، ثم رواه بإسناده عن جعفر بن محمد الفزاري هذا، عنهم، أحصيناهم في محله. ومن ذلك إسناده كتاب دلائل النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أحمد بن يحيى حكيم الأزدي الكوفي الثقة ثم روايته عنه، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، فتقدمت ترجمته في المجلد الثالث (1)، كما تأتي روايته كتب جماعة، عن جعفر الفزاري، عنهم.
ثم إن تخصيص التضعيف بالحديث، يقتضي عدم ضعفه في المذهب والرواية، إلا أن ما استدل به يقتضي ضعفه فيهما أيضا.
ولكن التضعيف موهون، أولا، لضعف مستنده، كما يأتي تفصيلا.
وثانيا، لأن ما ذكره من التضعيف هاهنا، ينافي روايته كتب جماعة عنه، وروايته عن جماعة من أعيان الثقات من الرواية عنه، فهم أقرب وأدرى بمن حضروا مجلسه، وأخذوا عنه، ورووا عنه.
ثالثا، لمعارضة تضعيف من ضعفه، بتوثيق الشيخ له، صريحا مع ذكره تضعيف قوم له، والشهادة بالضعف والوضع مبني على الإجتهاد والرأي، في حد الغلو وما يوجبه.
فقال الشيخ فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام) من رجال (ص 458 / ر 4): جعفر بن محمد بن مالك، كوفي ثقة. ويضعفه قوم، روى في مولد القائم (عليه السلام) أعاجيب.

1 - تهذيب المقال: ج 3
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»